السماوية البعيدة ، إلّا أنّ المجاميع الموجودة في المنظومة الشمسية التي تشكّل النجوم القريبة لنا ، قد درست بدقّة وتبيّن أنّ نظام مداراتها دقيق إلى حدّ مدهش.
وعند ما يلاحظ الإنسان ـ طبقا لتصريحات العلماء ـ أنّ في (مجرّتنا) فقط ألف مليون نجمة ، وتوجد في الكون مجرّات كثيرة ، وكلّ واحدة منها لها مسار خاصّ ، عندئذ ستتوضّح لنا أهميّة هذا القسم القرآني.
ونقرأ في كتاب (الله والعلم الحديث) ما يلي :
«يعتقد العلماء الفلكيون أنّ هذه النجوم التي تتجاوز الملياردات ، والتي نرى قسما منها بالعين المجرّدة ، والقسم الكثير منها لا يمكن رؤيته إلّا بالتلسكوبات بل إنّ قسما منها لا نستطيع مشاهدته حتّى بالتلسكوبات ، اللهمّ إلّا بوسائل خاصّة نستطيع أن نصوّرها بها.
كلّ من هذه النجوم تدور في مدارها الخاصّ ، ولا يوجد أي احتمال أنّ واحدة منها تكون في حقل الجاذبية لنجمة اخرى. أو أنّ بعضها يصطدم بالبعض الآخر ، وفي الواقع أنّ حالة التصادم المفترضة مثل ما لو افترضنا أنّ سفينة في المحيط الهاديء تصطدم مع سفينة اخرى تجري في البحر الأبيض المتوسّط وكلّ منها سائرة بموازاة الاخرى وبسرعة واحدة ... إنّ هذا الأمر لو لم يكن محالا فهو بعيد جدّا. كذلك الأمر بالنسبة للنجوم حيث أنّ كلا منها لها مدارها الخاصّ بها ولن تصطدم بالأخرى رغم السرعة الهائلة لكلّ منها» (١).
وبالنظر إلى هذه الاكتشافات العلمية عن وضع النجوم ، تتوضّح أهميّة القسم أعلاه ، ولهذا السبب فإنّه تعالى يضيف في الآية اللاحقة : (وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ).
التعبير بـ (لَوْ تَعْلَمُونَ) يوضّح وبشكل جليّ أنّ معرفة البشر في ذلك الزمان
__________________
(١) الله والعلم الحديث ، ص ٣٣.