بساتين الجنّة لا جميع الجنّة .. (فلاحظوا بدقّة).
٣ ـ الاستفادة من آيات الله تحتاج إلى قابلية!
حين تتحدّث آيات القرآن عن أسرار الخلق ودلائل الله في عالم الوجود تقول تارة أنّ في ذلك (لَآياتٍ لِقَوْمٍ يَسْمَعُونَ) يونس الآية ٦٧.
وتارة تقول : (لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ) الرعد الآية ٣.
واخرى تقول : (لِقَوْمٍ يَعْقِلُونَ) الرعد الآية ٤.
أو تقول : (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) النحل الآية ٧٩.
وفي مكان آخر تقول : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِأُولِي النُّهى) سورة طه الآية ٥٤.
وتارة تقول : (إِنَّ فِي ذلِكَ لَآياتٍ لِلْمُتَوَسِّمِينَ) الحجر الآية ٧٥.
وأخيرا تقول : (لَآياتٍ لِلْعالِمِينَ) الروم الآية ٢٢.
والآيات محلّ البحث تقول : (أَفَلا تُبْصِرُونَ)؟!
أي إنّ آيات الله في الأرض وفي أنفسكم واضحة جليّة لأولئك الذين لهم بصر ثاقب.
وهذه التعبيرات تدلّ دلالة واضحة على أنّ الاستفادة من الآيات التي لا تحصى ـ الدالّة على وجود ذاته المقدّسة في الأرض تحتاج إلى استعداد كاف ، عين باصرة ، اذن سميعة ، فكر يقظ ، قلب ذكي وروح مهيّأة لقبول الحقائق متعطّشة لها .. وإلّا فمن الممكن أن يعيش الإنسان سنين بين هذه الآيات إلّا أنّ مثله كمثل الحيوانات التي همّها علفها.
٤ ـ الرزق حقّ
من جملة الأمور التي يحكمها نظام دقيق هي «مسألة الرزق» التي أشير إليها في الآيات محلّ البحث إشارات واضحة.