أدخلها ، ودخول الاستفهام عليه ، نحو : أسرت حتى تدخلها ، والتقليل الذي يراد به النفي ، نحو : قلّما سرت سرت حتى أدخلها ، وأن تقع حتى موقعا تكون فيه خبرا. نحو (١) : كان سيري حتى أدخلها.
والاثنان المختلف فيهما : الامتناع من جواز التقديم والتأخير ، وأن تلحق الكلام عوارض الشكّ.
باب الجوازم
قاعدة : إن أم الباب وما تتميز به
(إن) أصل أدوات الشرط وأمّ الباب. قال ابن يعيش (٢) : لأنها تدخل في مواضع الجزاء كلها ، وسائر حروف الجزاء لها مواضع مخصوصة ، (فمن) شرط فيمن يعقل ، (ومتى) شرط في الزمان ، وليست إن كذلك. بل تأتي شرطا في الأشياء كلها ، انتهى.
وقال ابن القوّاس في (شرح الدرّة) : إنما كانت (إن) أصل أدوات الشرط ، لأنها حرف ، وأصل المعاني للحروف ولأنّ الشرط بها يعمّ ما كان عينا أو زمانا أو مكانا ، ومن ثم اختصت بأمور منها جواز حذف الفعلين بعدها.
قال أبو بكر بن الأنباري : إنما صارت إن أمّ الجزاء لأنها بغلبتها عليه تنفرد ، وتؤدي عن الفعلين ، يقول الرجل : لا أقصد فلانا لأنه لا يعرف حقّ من يقصده. فيقال له : زره وإن. يراد : وإن كان كذلك فزره ، فتكفي إن من الشيئين. ولا يعرف ذلك في غيرها من حروف الشرط ، انتهى.
قال أبو حيّان (٣) : وظاهر كلامه وكلام غيره أنه ليس مخصوصا بالضرورة ، لكن صرّح الرضيّ بأنه خاصّ بالشعر.
ومنها قال أبو حيّان : لا أحفظ أنه جاء فعل الشرط محذوفا ، والجواب محذوفا أيضا بعد غير إن.
ومنها : جوّز بعضهم حذف إن لكن الجمهور على منعه ، ولا يجوز حذف غيرها من أدوات الشرط إجماعا ، كما لا يجوز حذف سائر الجوازم ، ولا حذف حرف الجرّ.
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٧ / ٣٢).
(٢) انظر شرح المفصّل (٧ / ٤١).
(٣) انظر همع الهوامع (٢ / ٦٣).