والثاني : أن المؤنث له علامة تدلّ على فرعيّته ، إما لفظية كقائمة. وإما معنوية ، وهي أن كمال المذكر مقصود بالذات ، ونقصان المؤنث مقصود بالعرض ، ونقصان العرض فرع على كمال الذات.
ضابط : الاسم الذي لا يكون فيه علامة التأنيث
قال أبو حيّان (١) : الاسم الذي لا يكون فيه علامة التأنيث إما أن يكون حقيقيّ التذكير أو حقيقيّ التأنيث أو مجازيّهما :
إن كان مجازيّهما فالأصل فيه التذكير ، نحو : عود ، وحائط. ولا يؤنّث شيء من ذلك إلا مقصورا على السماع ، وبابه اللغة نحو : قدر وشمس. وقد صنف في ذلك الفرّاء وأبو حاتم وغيرهما.
وإن كان حقيقي التذكير والتأنيث فإما أن يمتاز فيه المذكّر من المؤنث أو لا يمتاز : إن امتاز فيؤنّث إن أردت المؤنث ، ويذكّر إن أردت المذكر ، وذلك نحو : هند وزيد. وإن لم يميز فيه المذكر من المؤنث فإن الاسم إذ ذاك مذكّر سواء أردت به المؤنّث أم المذكّر ، وذلك نحو برغوث.
قاعدة : الأصل في الأسماء المختصة بالمؤنث
قال أبو حيّان (٢) : الأصل في الأسماء المختصة بالمؤنث ألّا يدخلها الهاء ، نحو : شيخ وعجوز ، وحمار وأتان ، وبكر وقلوص ، وجدي وعناق ، وتيس وعنز ، وخزز وأرنب ، وربما أدخلوا الهاء تأكيدا للفرق كناقة ونعجة ، فإن مقابلهما جمل وكبش ، وقالوا : غلام وجارية ، وخزز وعكرشة ، وأسد ولبؤة.
ضابط : لا تأنيث بحرفين
قال أبو حيّان : لا يوجد في كلامهم ما أنّث بحرفين.
ضابط : ما تأتي فيه تاء التأنيث بكثرة وبقلة
قال ابن مالك في (شرح الكافية) : الأكثر في التاء أن يجاء بها لتمييز المؤنّث من المذكّر في الصفات ، كمسلم ومسلمة ، وضخم وضخمة ، ومجيئها في الأسماء
__________________
(١) انظر شرح التسهيل (٦ / ٣٤).
(٢) انظر شرح التسهيل (٦ / ٣٧).