مسألة : على ما يرتفع الاسم بعد منذ؟
قال أبو البقاء في (التبيين) : اختلف في الاسم المرفوع بعد (منذ) ، نحو ما رأيته منذ يومان على أي شيء يرتفع؟ على ثلاثة مذاهب :
أحدها : أنّ (منذ) مبتدأ ، وما بعده خبر. والتقدير : أمد ذلك يومان (١) ، وقال بعض الكوفيّين : يومان فاعل ، تقديره : منذ مضى يومان.
وقال الفرّاء (٢) : موضع الكلام كلّه نصب على الظرف ، أي : ما رأيته من الوقت الذي هو يومان.
قال : وهذا كلّه مبنيّ على الخلاف في أصل منذ. وقد قال الأكثر : إنها مفردة. وقال الفرّاء : أصلها (من) و (ذو) الطائية بمعنى (الذي). وقال غيره من الكوفيين : أصلها من (إذ). ثم حذفت الهمزة ، وضمّت الميم.
باب القسم
مسألة : الاختلاف في ايمن الله
قال ابن النحّاس في (التعليقة) : اختلف النحاة في (ايمن الله) هل هي كلمة مفردة موضوعة للقسم أم هي جمع؟ وينبني على هذا الخلاف خلاف في همزتها أهي همزة قطع أم همزة وصل؟.
فمذهب البصريين أنّ (ايمن) كلمة مفردة موضوعة للقسم ، وأن همزتها همزة وصل. ومذهب الكوفيين أنّ (أيمن) جمع يمين ، وهمزتها همزة قطع.
باب التعجب
مسألة : الاختلاف في أفعل به
قال ابن النحّاس في (التعليقة) : اختلف النحاة في قولنا : أفعل به : في التعجّب ، هل معناه أمر أو تعجب مع إجماعهم على أنّ لفظه لفظ الأمر؟.
فذهب الكوفيون إلى أنّ معناه أمر كلفظه.
وذهب البصريون إلى أن معناه التعجب على الخلاف في التعجب : هل هو إنشاء أو خبر؟ قال : وينبني على هذا الخلاف خلاف في الجارّ والمجرور : هل هو في موضع نصب أو رفع؟
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (٨ / ٤٥) ، ومغني اللبيب (٤٢٢).
(٢) انظر شرح المفصّل (٨ / ٤٥).