لما انقطع ، وهذه لما لم ينقطع ، تقول : أصبح زيد غنيّا ، فهو غنيّ في وقت إخبارك ، غير منقطع غناه. نقله ابن الصائغ في تذكرته.
فائدة : الفرق بين كان التامة والناقصة : قال الإمام فخر الدين : الفرق بين كان التامّة والناقصة أنّ التامّة بمعنى حدث ووجد الشيء ، والناقصة بمعنى وجد موصوفيّة الشيء بالشيء في الزمن الماضي.
وقال ابن القواس في (شرح ألفيّة ابن معط) : الفرق بينهما أنّ التامة يخبر بها عن ذات إما منقض حدوثها أو متوقّع ، والناقصة يخبر بها عن انقضاء الصفة الحادثة من الذات أو عن توقّعها ، والذات موجودة قبل حدوث الصفة وبعدها ، والتامة تكتفي بالمرفوع ، وتؤكّد بالمصدر وتعمل في الظرف ، والحال ، والمفعول له ، ويعلّق بها الجارّ ، والناقصة بخلاف ذلك كلّه ، انتهى.
وقال الشيخ تاج الدين بن مكتوم في (تذكرته) : قال الإمام أبو جعفر بن الإمام أبي الحسن بن الباذش. قال أبو القاسم الشنتريني فيما نقلت من كتاب بعض أصحابه : من زعم أنّ كان التي يضمر فيها الأمر والشأن هي الناقصة نفسها ، فقد أخطأ. وإنما هي غيرها. والفرق بينهما أنّ التي على معنى الأمر والشأن لا يكون اسمها مستترا فيها ، والناقصة يكون اسمها مستترا فيها ، وغير مستتر ، والتي على معنى الأمر والشأن لا يتقدّم خبرها عليها والناقصة يتقدّم خبرها عليها. والتي على معنى الأمر والشأن لا ينعت اسمها ، ولا يؤكّد ، ولا يعطف عليه ، ولا يبدل منه. والناقصة يجوز في اسمها كلّ هذا. والتي على معنى الأمر والشأن لا يكون خبرها إلّا جملة ، ولا تحتاج الجملة أن يكون فيها عائد يرجع إلى الأول. والناقصة ليست كذلك ، لا بد من عائد يرجع إلى الأول من خبرها إذا كان جملة ، فقد ثبت بهذا كله أنّ كان التي على معنى الأمر والشأن ليست الناقصة. قال أبي : والصحيح أنّ كان المضمر فيها الأمر والشأن هي كان الناقصة ، والجملة في موضع نصب.
يدلّ على ذلك أن الأمر والشأن يكون مبتدأ ومضمرا في إنّ وأخواتها وظننت وأخواتها ، والجملة المفسّرة الواقعة موقع خبر هذه الأشياء ، وما ثبت أنه خبر المبتدأ ولما ذكر معه ثبت أنه خبر لكان ، انتهى.
ذكر ما افترق فيه ما النافية وليس
قال المهلّبي : المشابهة بينهما أولا من ثلاثة أوجه : دخولهما على المبتدأ والخبر ، وكونهما للنفي ، وكون النفي نفي حال.