هو اسم المعنى ، وليس له فعل يجري عليه كالقهقرى ، فإنه لنوع من الرجوع ، ولا فعل له يجري عليه من لفظه. وقد يقولون : مصدر واسم مصدر في الشيئين المتغايرين لفظا : أحدهما للفعل والآخر للآلة التي يستعمل بها الفعل كالطّهور والطّهور ، والأكل والأكل. فالطّهور المصدر ، والطّهور اسم ما يتطّهر به ، والأكل المصدر ، والأكل كلّ ما يؤكل ، انتهى.
ذكر الفرق بين عند ولدى ولدن
قال ابن هشام (١) : يفترقن من ستّة أوجه : لا تكون (عند) و (لدن) إلا إذا كان المحلّ ابتداء غاية ، نحو : (آتَيْناهُ رَحْمَةً مِنْ عِنْدِنا وَعَلَّمْناهُ مِنْ لَدُنَّا عِلْماً) [الكهف : ٦٥] ، ولا تكون (لدن) فضلة بخلافهما. وجرّ (لدن) بمن أكثر من نصبها ، وجرّ عند كثير ، وجرّ (لدى) ممتنع.
وهي مبنيّة ، وهما معربان. وهي قد تضاف للجملة كقوله : [الطويل]
٣٣٠ ـ [صريع غوان راقهنّ ورقنه] |
|
لدن شاب حتّى شاب سود الذّوائب |
وقد لا تضاف أصلا ، فإنّهم حكوا في غدوة الواقعة بعدها الجرّ بالإضافة ، والنصب على التمييز ، والرفع بإضمار كان تامّة.
ثم إن (عند) أمكن من لدى من وجهين :
أحدهما : أنّها تكون ظرفا للأعيان والمعاني ، نحو : عند فلان علم ، ويمتنع ذلك في لدى. ذكره (٣) ابن الشجريّ في (أماليه) ، ومبرمان في (حواشيه).
والثاني : أنّك تقول : عندي مال. وإن كان غائبا ، ولا تقول : لديّ مال إلا إذا كان حاضرا. قاله الحريريّ ، وأبو هلال العسكري ، وابن الشجري ، وزعم المعرّيّ أنه لا فرق بين (لدى) و (عند) ، وقول غيره أولى ، انتهى.
__________________
(١) انظر مغني اللبيب (١٦٨).
٣٣٠ ـ الشاهد للقطامي في ديوانه (ص ٤٤) ، وخزانة الأدب (٧ / ٨٦) ، والدرر (٣ / ١٣٧) ، وسمط اللآلي (ص ١٣٢) ، وشرح التصريح (٢ / ٤٦) ، وشرح شواهد المغني (ص ٤٥٥) ، ومعاهد التنصيص (١ / ١٨١) ، والمقاصد النحوية (٣ / ٤٢٧) ، وبلا نسبة في أوضح المسالك (٣ / ١٤٥) ، وتخليص الشواهد (ص ٢٦٣) ، وشرح الأشموني (٢ / ٣١٨) ، وهمع الهوامع (١ / ٢١٥).
(٢) انظر أمالي ابن الشجري (١ / ٢٢٤).