مسألة : اعتراض والرد عليه
قال ابن الدّهان في (الغرّة) : قال بعض المتقدّمين : فإن قيل : لم لمّا شابه الفعل الاسم أعطيتموه بعض الإعراب ، ولمّا أشبه الاسم الحرف أعطيتموه كلّ البناء؟.
فالجواب : أنّ الإعراب لمّا كان يتبعّض أعطي الفرع فيه دون ما للأصل ، ولمّا كان البناء لا يتبعّض تساوى الأصل والفرع فيه.
مسألة : الفرق بين غد وأمس
قال بعضهم : الفرق بين (غد) وبين (أمس) ـ حيث أعرب غد على كل اللغات بخلاف أمس ـ أنّ أمس استبهم استبهام الحروف ، فأشبه الفعل الماضي ، وغد لكونه منتظرا أشبه الفعل المستقبل فأعرب. نقله الأندلسيّ.
باب المنصرف وغيره
مسألة : الحكم إذا سمي بجمع وأخر
إذا سمّي بجمع وأخر لم ينصرفا عند سيبويه (١) للتعريف والعدل في الأصل ، وانصرفا عند الأخفش لزوال معنى العدل عنهما بالتسمية قياسا على المسمى بالمعدول عن العدد.
قال في (البسيط) : والفرق على الأول أنه لا يمكن مراعاة العدل في العدد بعد التسمية لمنافاة التسمية للعدد ، وأمّا عدل جمع فلا ينافي التسمية للموافقة في التعريف. وكذلك عدل أخر عن اللام على الصحيح لا ينافي التعريف ، كما لم ينافه العدل في (سحر).
مسألة : الياء في معد يكرب
الجمهور على أنّ الياء في (معد يكرب) ساكنة سواء أضيف أو ركّب.
وقال بعضهم : تحرّك بالفتح قياسا على المنقوص.
وقال في (البسيط) : والفرق بينهما من وجهين :
أحدهما : أنه طال بالتركيب. والسكون على حرف العلّة أخفّ من الحركة فناسب ثقل التركيب حذف الحركة بخلاف المنقوص.
والثاني : أنها صارت وسطا في الكلمة بالتركيب فأشبهت الأصليّة ، كياء
__________________
(١) انظر الكتاب (٣ / ٢٤٧).