والثاني : المفرد الذي هو قبالة المركّب ، نحو : بعلبك.
والثالث : المفرد الذي هو مقابل المضاف.
والرابع : المفرد الذي هو مقابل المثنّى والمجموع.
والخامس : المفرد الذي هو في باب النداء ، وباب لا لنفي الجنس ، وهو مقابل للمضاف والمشابه للمضاف.
ضابط : لا توجد جملة في اللفظ كلمة واحدة إلا الظرف
قال السخاويّ في (شرح المفصّل) : ليس لنا جملة هي في اللفظ كلمة واحدة إلا الظرف نحو : مررت بالذي عندك أو خلفك.
باب المعرب والمبني
قاعدة : الأصل في الإعراب الحركات
أصل الإعراب أن يكون بالحركات ، والإعراب بالحروف فرع عليها.
قال ابن يعيش (١) : وإنما كان الإعراب بالحركات هو الأصل لوجهين :
أحدهما : أنّا لما افتقرنا إلى الإعراب للدلالة على المعنى كانت الحركات أولى ، لأنها أقل وأخف وبها نصل إلى الغرض ، فلم يكن بنا حاجة إلى تكلّف ما هو أثقل ، ولذلك كثرت في بابها أعني الحركات ، وقلّ غيرها مما أعرب به ، وقدّر غيرها بها ، ولم تقدّر هي به.
والثاني : أنّا لمّا افتقرنا إلى علامات تدلّ على المعاني وتفرق بينها وكانت الكلمة مركبة من الحروف ، وجب أن تكون العلامات غير الحروف ، لأن العلامة غير المعلم ، كالطراز في الثوب. فلذلك كانت الحركات هي الأصل ، وقد خولف الدليل ، وأعربوا بعض الكلم بالحروف ، لأمر اقتضاه ، انتهى.
وقال أبو البقاء في (اللّباب) : الأصل في علامات الإعراب الحركات دون الحروف لثلاثة أوجه :
أحدها : أن الإعراب دالّ على معنى عارض في الكلمة ، فكانت علامته حركة عارضة في الكلمة ، لما بينهما من التناسب.
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٥١).