تدخل عليه اللام إلا رجع إلى الإعراب ، كأمس إذا عرّف باللام صار معربا ، إلا المبني في حال التنكير ، فإن اللام إذا دخلته لا تمكّنه ، لأنه قد أصابه البناء في الحال التي توجب التخفيف والتمكّن ، وهي حال التنكير ، فإذا دخلته اللام لم تمكّنه ، ولم يعرّف نحو : خمسة عشر وإخوته فإنه مبنيّ ، فإذا دخلته اللام بقي معها على بنائه.
ضابط : الرأي في بناء بعض الحروف
قال ابن الدهان في (الغرّة) : ليس في الحروف ما هو مبني على الضم غير منذ ، والأفعال ليس فيها ذلك ، وأما (ضربوا) فالضمة عارضة للواو ، والعارض لا اعتداد به ، كما نقول في حركة التقاء الساكنين. ولهذا لم يردّ المحذوف في : لم يقم الآن ومثل ذلك (مذ) فيمن ضمّ ، وجماعة يعتدّون به بناء ، منهم الربعيّ ، وقد بني حرف آخر على الضم ، وهو ربّ في لغة قوم. وجعل بعضهم (من الله) من هذا القسم.
قاعدة : النصب أخو الجر
النصب أخو الجرّ ، ولذا حمل عليه في بابي المثنى والجمع دون المرفوع.
قال ابن بابشاذ في (شرح المحتسب) : وإنما كان أخاه لأنه يوافقه في كناية الإضمار نحو : رأيتك ، ومررت بك ، ورأيته ، ومررت به ، وهما جميعا من حركات الفضلات ، أعني النصب والجرّ ، والرفع من حركات العمد.
فائدة : معنى : الجمع على حد التثنية
قال السخاوي في (شرح المفصّل) : معنى قولهم : الجمع على حدّ التثنية أن هذا الجمع لا يكون إلا لما يجوز تنكير معرفته ، وتعريف نكرته ، كالتثنية ، فكما أن التثنية لا تكون إلا كذلك فهذا الجمع على حدّها المحدود لها ، ويسمى جمع السلامة ، وجمع الصحة لسلامة بناء الواحد فيه وصحته ، ويسمى الجمع على هجائين ، لأنه مرة بالواو ومرة بالياء.
قال : وقد عدّ بعض النحاة لهذه الواو ثمانية معان ، فقال : هي علامة الجمع ، والسلامة ، والعقل ، والعلمية ، والقلة ، والرفع ، وحرف الإعراب ، والتذكير.
فائدة : سبب إعراب الأسماء الستة بالحروف : قال ابن يعيش (١) : ذهب قوم إلى أن
__________________
(١) انظر شرح المفصّل (١ / ٥٢).