وقال ابن يعيش في (الشرح) (١) : كلّ ما جاز في المبتدأ والخبر جاز مع (إنّ) وأخواتها ، لا فرق بينهما ، ولا يجوز تقديم خبرها ، ولا اسمها عليها ، ولا تقدم الخبر فيها على الاسم ، ويجوز ذلك في المبتدأ وذلك لعدم تصرّف هذه الحروف ، وكونها فروقا على الأفعال في العمل ، فانحطّت عن درجة الأفعال ، فجاز التقديم في الأفعال ، نحو : قائما كان زيد ، وكان قائما زيد ، ولم يجز ذلك في هذه الحروف ، اللهم إلا أن يكون الخبر ظرفا أو جارا ومجرورا ، وذلك أنهم توسّعوا في الظروف ، وخصّوها بذلك ، لكثرتها في الاستعمال.
قاعدة : (إنّ) أصل الباب
قال أبو البقاء في (التبيين) : أصل الباب إنّ.
ضابط : مواضع كسر إن
قال ابن هشام في (شرح الشذور) (٢) : تكسر إنّ في تسعة مواضع :
أحدها : في ابتداء الكلام ، نحو : (إِنَّا أَنْزَلْناهُ) [القدر : ١].
الثاني : أن تقع في أول الصلة ، نحو : (وَآتَيْناهُ مِنَ الْكُنُوزِ ما إِنَّ مَفاتِحَهُ لَتَنُوأُ) [القصص : ٧٦].
الثالث : في أول الصفة ، كمررت برجل إنه فاضل.
الرابع : في أول الجملة الحالية ، نحو : (كَما أَخْرَجَكَ رَبُّكَ مِنْ بَيْتِكَ بِالْحَقِّ وَإِنَّ فَرِيقاً مِنَ الْمُؤْمِنِينَ لَكارِهُونَ) [الأنفال : ٥].
الخامس : في أول الجملة المضاف إليها ما يختصّ بالجمل ، وهو إذ وإذا وحيث ، نحو : جلست حيث إن زيدا جالس.
السادس : أن تقع قبل اللام المعلّقة ، نحو : (وَاللهُ يَعْلَمُ إِنَّكَ لَرَسُولُهُ ، وَاللهُ يَشْهَدُ إِنَّ الْمُنافِقِينَ لَكاذِبُونَ) [المنافقون : ١].
السابع : أن تقع محكية بالقول ، نحو : (قالَ إِنِّي عَبْدُ اللهِ) [مريم : ٣٠].
الثامن : أن تقع جوابا للقسم ، نحو : (حم وَالْكِتابِ الْمُبِينِ إِنَّا أَنْزَلْناهُ) [الدخان : ١ ـ ٣].
التاسع : أن تقع خبرا عن اسم عين ، نحو : زيد إنّه فاضل. وتفتح في ثمانية مواضع :
__________________
(١) انظر الكتاب (٢ / ٣٦٥).
(٢) انظر شرح المفصّل (١ / ١٠٢).