بحوث
١ ـ تحقيق موسّع حول علم الغيب
من خلال التمعن في الآيات المختلفة للقرآن الكريم يتّضح لنا أنّ الآيات المتعلقة بعلم الغيب قسمان :
القسم الأوّل : ما يتعلق بذاته جلّ شأنه ولا يعلمه إلّا هو ، كما في الآية (٥٩) من سورة الأنعام : (وَعِنْدَهُ مَفاتِحُ الْغَيْبِ لا يَعْلَمُها إِلَّا هُوَ) والآية (٦٥) من سورة النمل : (قُلْ لا يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّماواتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللهُ) وكما ورد في شأن النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في الآية (٥٠) من سورة الأنعام : (قُلْ لا أَقُولُ لَكُمْ عِنْدِي خَزائِنُ اللهِ وَلا أَعْلَمُ الْغَيْبَ).
ونقرأ في الآية (١٨٨) من سورة الأعراف : (وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ) وأخيرا نقرأ في الآية (٢٠) من سورة يونس : (فَقُلْ إِنَّمَا الْغَيْبُ لِلَّهِ) وغيرها من الآيات.
القسم الثّاني : يطرح بوضوح اطلاع أولياء الله على الغيب ، كما نقرأ في الآية (١٧٩) من سورة آل عمران : (ما كانَ اللهُ لِيُطْلِعَكُمْ عَلَى الْغَيْبِ وَلكِنَّ اللهَ يَجْتَبِي مِنْ رُسُلِهِ مَنْ يَشاءُ) ونقرأ في معاجز المسيح صلىاللهعليهوآلهوسلم : (وَأُنَبِّئُكُمْ بِما تَأْكُلُونَ وَما تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ) (١)
والآية السابقة مورد البحث أيضا تشير إلى أنّ الله تعالى يهب العلم لمن يرتضيه من رسله : (وذلك لأنّ استثناء النفي إثبات) ، ومن جهة أخرى فإنّ الآيات التي تشمل الأخبار الغيبية ليست بقليلة. كالآية الثّانية حتى الرّابعة من سورة الروم : (غُلِبَتِ الرُّومُ فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ فِي بِضْعِ سِنِينَ) ، وتقول الآية (٨٥) من سورة القصص : (إِنَّ الَّذِي فَرَضَ عَلَيْكَ الْقُرْآنَ
__________________
(١) آل عمران ، ٤٩.