إشباع الجياع من أفضل الحسنات :
ليست هذه الآيات مورد البحث هي الآيات الوحيدة التي عدّت إطعام الطعام من الأعمال الصالحة للأبرار وعباد الله ، بل إنّ كثيرا من آيات القرآن اعتمدت هذا المعنى وأكّدت عليه ، وأشارت إلى أنّ لهذا العمل محبوبية خاصّة عند الله ، وإذا ألقينا نظرة على عالم اليوم والذي يموت فيه بسبب الجوع حسب الأخبار المنتشرة ملايين الأشخاص في كل عالم ، والحال أنّ بقية المناطق تلقي بالغذاء الكثير في القمامة تتّضح أهمية هذا الأمر الإسلامي من جهة ، وابتعاد عالم اليوم عن الموازين الأخلاقية من جهة أخرى.
ونورد هنا من باب المثال عددا من الأحاديث الإسلامية التي أكّدت على هذا الجانب : قال النّبي صلىاللهعليهوآله : «من أطعم ثلاث نفر من المسلمين أطعمه الله من ثلاث جنان في ملكوت السموات» (١).
وفي حديث للإمام الصادق عليهالسلام قال : «من أطعم مؤمنا حتى يشبعه لم يدر أحد من خلق الله ما له من الأجر في الآخرة ، لا ملك مقرب ، ولا نبي مرسل إلّا الله ربّ العالمين» (٢).
وفي حديث آخر عنه عليهالسلام قال : «لئن أطعم مؤمنا محتاجا أحبّ إليّ من أن أزوره ، ولئن أزوره أحبّ إليّ من أن أعتق عشر رقاب» (٣).
والجدير بالذكر أنّ الرّوايات لم تؤكّد على إطعام المحتاجين والجياع فحسب ، بل صرّحت بعض الروايات أنّ إطعام المؤمنين وإن لم يكونوا محتاجين هو كعتق رقبة العبد ، وهذا يدلّ على أنّ الهدف لا يقتصر على رفع الاحتياج ، بل جلب المحبّة وتحكيم وشائج المودة بعكس ما هو السائد في عالم اليوم المادي ،
__________________
(١) أصول الكافي ، ج ٢ باب (إطعام المؤمن) الحديث ٣.
(٢) المصدر السابق ، الحديث ٦.
(٣) المصدر السابق ، الحديث ١٨.