الآيات
(أَلَمْ تَرَوْا كَيْفَ خَلَقَ اللهُ سَبْعَ سَماواتٍ طِباقاً (١٥) وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُوراً وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِراجاً (١٦) وَاللهُ أَنْبَتَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ نَباتاً (١٧) ثُمَّ يُعِيدُكُمْ فِيها وَيُخْرِجُكُمْ إِخْراجاً (١٨) وَاللهُ جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ بِساطاً (١٩) لِتَسْلُكُوا مِنْها سُبُلاً فِجاجاً (٢٠))
التّفسير
خلقكم الله من الأرض كالنبات :
كان نوح عليهالسلام يبيّن للمشركين المعاندين حقائق عميقة ومستدلة ، إذ كان يأخذ بهم إلى أعماق وجودهم ليرون حقائق هذه الآيات (كما مرّ في الآيات السابقة) ودعاهم إلى ما خلق الله من علامات في هذا العالم الكبير ، فكان يسير بهم إلى تلك الآفاق (١).
__________________
(١) هذا الخطاب تابع لكلام نوح عليهالسلام ، أو أنّها جمل مستقلة ومعترضة من الله تعالى إلى المسلمين ، وهو محل بحث بين المفسّرين ، والكثير منهم يرجح أن يكون ذلك تابعا لكلام نوح عليهالسلام ، وسياق الآيات يشير أيضا إلى ذلك ، وإذا ما وردت جملة : (وقال نوح) بعد هذه الآيات فإنّها تشير إلى أنّ نوح عليهالسلام قد انتهى من كلامه مع الناس وتوجه بعد ذلك إلى الله تعالى ليشكو من قومه.