فيلم ، فلا بدّ من فيلم آخر. لكن عين الإنسان تلتقط الصور طوال عمر الإنسان دون أن تحتاج إلى تعويض شيء ، ويعود السبب إلى أن الشبكية التي تنعكس عليها الصور تحتوي على نوعين من الخلايا «المخروطية» ، و «الأسطوانية» فيها مادة حساسة للغاية تجاه النور تتحلل بأقل شعاع من نور في الشبكية وتتحول إلى أمواج تنتقل إلى الدماغ ، ثمّ يزول الأثر وتستعد الشبكية لالتقاط صور جديدة.
٥ ـ أجهزة التصوير مصنعة من مواد قويّة جدّا ، لكن جهاز العين لطيف وظريف إلى درجة كبيرة ، لذلك وضع في محفظة عظيمة مستحكمة ، والعين مع ظرافتها ولطافتها أكثر دواما بكثير من الحديد والفولاد.
٦ ـ مسألة تنظيم النور ذات أهمية فائقة للمصورين ، وقد يطول الزمن بالمصور كي يستطيع تنظيم إضاءة الصورة ، بينما تستطيع العين في جميع ظروف النور القوي والمتوسط والضعيف بل حتى في الظلام شريطة وجود بصيص من النور أن تلتقط الصور ، وهذا من عجائب العين.
٧ ـ حين ننتقل فجأة من النور إلى الظلمة ، أو حين تنطفئ مصابيح الغرفة في الليل ، لا تستطيع أعيننا في البرهة الاولى أن ترى شيئا ، ثمّ بالتدريج تعتاد العين على الظرف الجديد فترى ما حولها ، وهذا التعوّد هو تعبير بسيط عن التحول المعقد الذي يحدث في العين ، ويؤدي خلال لحظات بسيطة إلى الانسجام بين العين والظروف الجديدة.
وعكس ذلك يحدث عند ما ننتقل من الظلام إلى النور ، فالعين في البداية لا تتحمل النور القوي ، ولكن بعد لحظات تتواءم مع الظرف الجديد ، ومثل هذه الخصائص لا توجد إطلاقا في أجهزة التصوير.
٨ ـ أجهزة التصوير تستطيع أن تصور زاوية محدودة ممّا يقع أمامها ، بينما عين الإنسان تستطيع أن تلتقط كلّ ما في نصف الدائرة الافقية أيامها بزاوية مقدارها ١٨٠ درجة تقريبا.