٩ ـ من عجائب العينين أنّهما تلتقطان الصورة لتعكساها معا في نقطة واحدة ، وإذا اختل هذه التنظيم تصاب العين بالحول ويرى الفرد الشيء الواحد شيئين.
١٠ ـ ومن الطريف أن صورة الأجسام تنعكس على الشبكية مقلوبة ، بينما لا نرى نحن الأشياء مقلوبة.
١١ ـ سطح العين يجب أن يبقى رطبا دائما ، وإذا جفّ اضرّ بالعين كثيرا ، وهذه الرطوبة تفرزها الغدد الدمعيّة ، فتدخل العين من جانب وتخرج عن طريق قنوات دقيقة تقع في جانب من العين إلى الأنف ، فترطب الأنف أيضا.
وإذا جفت الغدد الدمعية ، تتعرض العين للخطر ، وتتعذر حركة الأجفان ، وإن زاد نشاط هذه الغدد أكثر من المطلوب يسيل الدمع باستمرار على الوجه ، وإذا انسدّ طريق القنوات التي تدفع الدمع من العين إلى الأنف ، فلا بدّ للفرد أن ينشغل دائما بتجفيف الماء المتصبب على وجهه.
١٢ ـ تركيب الدمع معقد فيه أكثر من عشرة عناصر تشكل معا أفضل سائل للحفاظ على العيم.
بعبارة موجزة عجائب العين من الكثرة بحيث تتطلب كتابة المجلدات الضخام ، وليست هي أكثر من شحمة صغيرة ، وحقّا ما قاله أمير المؤمنين علي عليهالسلام : «اعجبوا لهذا الإنسان ينظر بشحم ويتكلم بلحم ، ويسمع بعظم ، ويتنفس من خرم» (١).
٢ ـ عجائب اللسان
اللسان بدوره من الأعضاء الهامة في بدن الإنسان ، وينهض بأعباء هامّة فهو عامل مهم في مضغ الطعام وبلعه ، يدفع باللقمة إلى الأسنان ويلتقطتها دون أن
__________________
(١) نهج البلاغة ، الكلمات القصار ، رقم ٨.