«سورة الشّمس»
محتوى السّورة :
هذه السّورة هي في الواقع سورة تهذيب النفس ، وتطهير القلوب من الأدران ، ومعانيها تدور حول هذا الهدف ، وفي مقدمتها قسم بأحد عشر مظهرا من مظاهر الخليقة وبذات الباري سبحانه ، من أجل التأكيد على أن فلاح الإنسان يتوقف على تزكية نفسه ، والسّورة فيها من القسم ما لم يجتمع في سورة اخرى.
وفي المقطع الأخير من السّورة ذكر لقوم «ثمود» باعتبارهم نموذجا من أقوام طغت وتمردت ، وانحدرت ـ بسبب ترك تزكية نفسها ـ إلى هاوية الشقاء الأبدي ، والعقاب الإلهي الشديد.
وهذه السّورة القصيرة ـ في الواقع ـ تكشف عن مسألة مصيرية هامّة من مسائل البشرية ، وتبيّن نظام القيم في الإسلام بالنسبة إلى أفراد البشر.
فضيلة السّورة :
يكفي في تلاوة هذه السّورة أن نذكر حديثا عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال :
«من قرأها فكأنّما تصدّق بكلّ شيء طلعت عليه الشمس والقمر» (١)
ومن المؤكّد أنّ هذه الفضيلة الكبرى لا ينالها إلّا من استوعب محتواها بكلّ وجوده ، ووضع مهمّة تهذيب النفس نصب عينيه دائما.
* * *
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٤٩٦.