والضمير في «عقباها» يعود إلى «الدمدمة» والهلاك.
* * *
بحوث
١ ـ ملخص حديث قوم ثمود
قوم «ثمود» ـ كما ذكرنا ـ كانوا يقطنون أرضا بين الشام ويثرب تسمى (وادي القرى) ... يعبدون الأوثان ... ويمارسون ألوان الآثام. بعث الله سبحانه فيهم «صالحا» عليهالسلام يدعوهم إلى طريقة الهداية والنجاة ، لكنّهم أبوا إلّا أن يعكفوا على أوثانهم ويمارسوا طغيانهم.
وعند ما طلبوا من نبيّهم معجزة ، أرسل الله إليهم «ناقة» بطريق إعجازي من قلب جبل ، ولكنّهم كلفوا بامتحان يتلخص في تقسيم ماء المدينة بينهم وبين الناقة ... يوم لها ويوم لهم. وفي الأثر أنّ القوم كانوا يستفيدون من لبن الناقة في يوم منعهم من الماء ، لكن المعجزة لم تخفف من غلواء لجاجهم وعنادهم ، فخططوا لقتل الناقة والقتل صالح أيضا لأنّهم رأوا فيه عقبة أمام شهواتهم وميولهم.
خطة «قتل الناقة» نفذت كما ذكرنا على يد شقي قسيّ اسمه «قدار بن سالف» ، وكان ذلك في الحقيقة إعلان حرب على الله ، لأنّهم أرادوا بقتل هذه الناقة التي كانت معجزة نبيّ الله صالح أن يطفئوا نور الهداية ، عندئذ أنذرهم صالح أن يتمتعوا في بيوتهم بما شاؤوا من اللذات ثلاثة أيّام لينزل العذاب بعدها عليهم جميعا. (سورة هود ـ الآية ٦٥).
هذه الأيّام الثلاثة كانت في الواقع فرصة لإعادة النظر ، وآخر مهلة للعودة والتوبة ، لكنّهم أبوا إلّا طغيانا بل ازدادوا عتوّا ، وهنا حلّ عليهم العذاب الإلهي ،