الله ، وفضلك ، ورزقك ، وأحسن إليك وهداك» (١).
وعن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «من اعطي خيرا فلم ير عليه ، سمّي بغيض الله ، معاديا لنعم الله» (٢).
وعن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليهالسلام قال : «إنّ الله جميل يحب الجمال ، ويحب أن يرى أثر النعمة على عبده» (٣)
* * *
بحوث
١ ـ القيادة المنطلقة من المعاناة والآلام
الآيات الكريمة في هذه السّورة ، ضمن سردها النعم الإلهية على رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ، تعكس أيضا مسألة يتم النبيّ في صباه ، وظروفه المادية الصعبة التي عاناها ، والأتعاب والآلام التي قاساها ، ومن بين هذه الآلام انطلق ، ويجب أن يكون كذلك.
القائد الإلهي الإنساني يجب أن يذوق مرارة العيش ، ويتلمس بنفسه الظروف القاسية ، ويشعر بكل وجوده الحرمان ، كي يستطيع أن يتفهم صحيح ما تعانيه الفئات المحرومة ، ويتحسّس آلام النّاس ومعاناتهم في معيشتهم.
يجب أن يفقد أباه في صغره كي يشعر بآلام الأطفال الأيتام ، ولا بدّ أن يبقى جائعا لأيّام وأن ينام عاصب البطن ، كي يفهم بكل وجوده آلام الجياع.
لذلك كان صلىاللهعليهوآلهوسلم تغرورق عينه بالدموع حين يرى يتيما ، وكان يظمّ ذلك اليتيم
__________________
(١) مجمع البيان ، ج ١٠ ، ص ٥٠٧.
(٢) تفسير القرطبي ، ج ١٠ ، ص ٧١٩٢ ، وقريب من هذا المعنى في الكافي ، ج ٦ ، كتاب الزي والتجميل ، حديث ٢.
(٣) فروع الكافي ، ج ٦ ، ص ٤٣٨.