الشوكاني في فتح الغدير ، والشيخ سليمان القندوزي في ينابيع المودة ، والآلوسي في روح المعاني.
باختصار هذا الحديث من الأحاديث المعروفة المشهورة المقبولة لدى أكثر علماء الإسلام ، وفيه بيان لفضيلة كبرى من فضائل علي وأتباعه.
وهذه الرّوايات تدل ضمنا أنّ كلمة «الشيعة» باعتبارها اسما لأتباع علي عليهالسلام كانت قد شاعت منذ عهد رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم بين المسلمين على لسان الرّسول نفسه.
وأولئك الذين يخالون أنّ الكلمة هذه ظهرت في عصور متأخرة في خطأ كبير.
٢ ـ ضرورة إخلاص النيّة في العبادة
بعض علماء اصول الفقه استدلوا بالآية : (وَما أُمِرُوا إِلَّا لِيَعْبُدُوا اللهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ) على لزوم «قصد القربة» في العبادات ، وأن الأصل في الأوامر أنّها تعبدية لا توصلية. وهذا يتوقف على كون «الدين» في الآية بمعنى العبادة كي يصحّ الاستدلال بها على لزوم الإخلاص في العبادات ... ويتوقف على أن يكون (الأمر) في الآية بشكل مطلق كي يكون مفهومها لزوم قصد القربة في كل الأوامر (عداما خرج منها بدليل). غير أنّ مفهوم الآية ليس كذلك على الظاهر. فالمقصود إثبات التوحيد مقابل الشرك ، أي إنّ هؤلاء لم يؤمروا إلّا بالتوحيد ، وبهذا لا ترتبط المسألة بالأحكام الفرعية.
٣ ـ منحني الصعود والسقوط
من آيات هذه السّورة المباركة يستفاد أنّ الإنسان فريد بين مخلوقات الكون في البون الشاسع الذي يفصل بين منحني ارتفاعه وسمّوه وبين منحني سقوطه وهبوطه. لو كان من الذين آمنوا وعملوا الصالحات (عبارة «عملوا الصالحات» تشمل كلّ الأعمال الصالحة لا بعضها) فهو أفضل خلق الله ؛ وإنّ سلك