تشير إلى ذلك آيات قرآنية كثيرة (١) ، ومنها يقدّم في كؤوس مختومة ، كما في الآيات أعلاه ، ويأتي ال «تسنيم» في قمّة أشربة الجنّة ، وله من العطاء على روح شاربه ما لا يوصف بوصف أبدا.
ونعود لنكرر القول مرّة أخرى : إنّ حقيقة النعم الإلهية في عالم الآخرة لا يمكن لأيّ كان من أن يتكلم عنها بلسان أو يوصفها بقلم أو يتصورها في ذهن ، وكلّ ما يقال عنها لا يتعدى عن كونه صورا تقريبية على ضوء ما يناسب محدودية الإنسان.
والآية (١٧) من سورة السجدة : (فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ ما أُخْفِيَ لَهُمْ مِنْ قُرَّةِ أَعْيُنٍ) خير دليل على ذلك.
* * *
بحثان
١ ـ من هم «الأبرار» و «المقرّبين»؟
ورد ذكر «الأبرار» و «المقربين» كثيرا في القرآن الكريم ، وما أعدّ لهم من درجة رفيعة وثواب عظيم ، حتى أنّ أولي الألباب تمنوا أن تكون وفاتهم مع الأبرار ، كما تقول الآية (١٩٣) من سورة آل عمران : (وَتَوَفَّنا مَعَ الْأَبْرارِ).
وتناولت الآيات (٥ ـ ٢٢) من سورة الدهر ما أعدّ لهم من ثواب جزيل ، كما وتناولت الآية (١٣) من سورة الإنفطار ، والآيات المبحوثة بعض ما ينتظرهم من ألطاف إلهية.
فمن هم يا ترى؟
«الأبرار» : هم أصحاب النفوس الزكية الأبية الطاهرة ، ومعتنقي العقائد
__________________
(١) كالآية (١٥) من سورة محمّد صلىاللهعليهوآلهوسلم.