جبرائيل من هؤلاء؟ فقال : هؤلاء الهمازون من أمتك اللمازون» (١).
كما أشرنا من قبل ، كان لنا وقفة أطول في هذا المجال عند تفسير سورة الحجرات.
٢ ـ الحرص على جمع المال
بشأن المال والثروة ، اختلفت وجهات نظر النّاس بين أفراط وتفريط ، بعضهم أسبغ على المال أهمية فائقة فجعله مفتاح حلّ كلّ المشاكل. وإلى ذلك ذهب الشاعر في قوله :
فصاحة سبحان وخط ابن مقلة |
|
وحكمة لقمان وزهد ابن أدهم |
إذا اجتمعت في المرء والمرء مفلس |
|
فليس له قدر بمقدار درهم |
ولذلك فإنّ دأب هؤلاء الأفراد جمع المال ، ولا يدخرون وسعا على هذا الطريق ولا يتقيدون بقيد ، ولا يهتمون بحلال أو حرام ومقابل هذه المجموعة هناك من لا يعير أية أهمية للمال والثروة ، يمتدحون الفقر ويشيدون به ، ويرون في المال عائقا للتقوى وللقرب الإلهي.
وإزاء ذاك الإفراط وهذا التفريط ، تقف النصوص الإسلامية لتبيّن أنّ المال مطلوب ، ولكن بشروط ، أوّلها أن يكون وسيلة لا غاية.
والآخر ، أن لا يكون الإنسان له أسيرا ، بل أن يكون عليه أميرا.
والثّالث : أن يأتي بالطرق المشروعة وأن ينفق في سبيل رضا الله.
الرغبة في مثل هذا المال ليس دليلا على حبّ الدنيا ، بل هو دليل على الانشداد بالآخرة. ولذلك ورد عن الإمام الصادق عليهالسلام أنّه لعن الذهب والفضة ، فتعجب أحد أصحابه وسأل الإمام فأجابه : «ليس حيث تذهب إليه إنّما الذهب
__________________
(١) نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٦٦٧ ، الحديث ٥.