٢ ـ التظاهر والرياء بلاء اجتماعي كبير
قيمة كلّ عمل تتوقف على دافعه ، وبالتعبير الإسلامي ، أساس كلّ عمل نية عامله.
الإسلام يركز على النية في تقويم الأعمال. لذلك ورد عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «إنّما الأعمال بالنيات ، ولكل امرئ ما نوى».
وجاء في ذيل هذا الحديث : «فمن غزى ابتغاء ما عند الله فقد وقع أجره على الله عزوجل ومن غزى يريد عرض الدنيا أو نوى عقالا لم يكن له إلّا ما نوى» (١).
وهذا يعود إلى أنّ النية هي التي تصوغ شكل العمل دائما. من كان يعمل لله جعل أساس عمله مستحكما ، وسعى بكل جهده إلى أن يستفيد منه النّاس أكثر الاستفادة. لكن المتظاهر المرائي يكتفي بزخرفة الظاهر وتنميقه من دون أن يهتم بعمق العمل وباطنه وبحاجة المحتاجين إليه.
المجتمع الذي يتعود على الرياء لا يبتعد عن الله وعن الأخلاق الحسنة والملكات الفاضلة فحسب ، بل تصبح كلّ برامجه الاجتماعية فارغة خالية المحتوى ، لا تتعدى مجموعة من المظاهر ، وإنّها لمأساة أن يكون مصير الفرد ومصير المجتمع بهذا الشكل.
الرّوايات في ذم الرياء كثيرة ، بعضها وصفته بأنّه نوع من الشرك. وهنا نذكر ثلاثا منها :
١ ـ عن رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم قال : «سيأتي على النّاس زمان تخبث فيه سرائرهم ، وتحسن فيه علانيتهم ، طمعا في الدنيا ، لا يريدون به ما عند ربّهم ، يكون دينهم رياء ، لا يخالطهم خوف ، يعمهم الله بعقاب ، فيدعونه دعاء الغريق ، فلا يستجيب لهم!» (٢)
__________________
(١) وسائل الشيعة ، ج ١ ، ص ٣٥ ، ح ١٠.
(٢) اصول الكافي ، ج ٢ ، باب الرياء ، الحديث ١٤.