لإصراركم على المصالحة والمهادنة معي حول مسألة عبادة الأوثان فإنّه أمر محال (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ).
* * *
أسئلة :
١ ـ لما ذا بدأت السّورة بفعل الأمر «قل»
«قل» فعل أمر موجه من الله سبحانه لنبيه كي يبلّغ الكافرين ويقول لهم :
(... يا أَيُّهَا الْكافِرُونَ ...) إلى آخر السّورة ، فلما ذا بدأ النّبي تلاوة السّورة بكلمة «قل» ، وهي موجهة إليه لا إلى الكافرين؟ أما كان من الأفضل أن تبدأ السّورة بيا أيّها الكافرون ...؟
الجواب يتضح لو التفتنا إلى محتوى السّورة. مشركو العرب كانوا قد دعوا رسول الله صلىاللهعليهوآلهوسلم ليهادنهم بشأن الأوثان وعليه أن يرّد عليهم ويرفض الاستسلام لهم. وإذا لم يبدأ الكلام ب «قل» يصبح الأسلوب أسلوب خطاب طاب الله لهم.
وهذا لا ينسجم مع قوله : (لا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ) وما شابهه.
أضف إلى ذلك أن كلمة «قل» كانت موجودة في النص الذي جاء به جبرائيل من الله تعالى. والنّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم مكلف بالمحافظة على النص القرآني بحذافيره. وهذا يدل على أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم وجبرائيل عليهالسلام ليس لهما أي دور في صياغة النص القرآني وليس لهما حق أي تغيير فيه : بل يأتمران بما أمرهما الله. وهذا المعنى تؤكده الآية الكريمة : (قُلْ ما يَكُونُ لِي أَنْ أُبَدِّلَهُ مِنْ تِلْقاءِ نَفْسِي إِنْ أَتَّبِعُ إِلَّا ما يُوحى إِلَيَ) (١).
__________________
(١) يونس ـ ١٥