في حديث الإمام الصادق عليهالسلام.
وهناك تفسير رابع للتكرار هو إن الآية الثّانية تقول : لا أعبد ما تعبدون الآن.
والآية الرابعة تقول : ما أنا عابد (في الماضي) معبودكم ، فما بالكم اليوم. هذا التّفسير يستند إلى التفاوت بين فعلي الآيتين ، في الثّانية الفعل مضارع «تعبدون» ، وفي الآية الرابعة «عبدتم» بصيغة الماضي ونحن لا نستبعده (١).
وإن كان هذا يحل مسألة تكرار الآيتين الثّانية والرابعة ، وتبقى مسألة
تكرار الآيتين الثّالثة والخامسة على حالها. (٢)
٤ ـ هل الآية (لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ) تعني جواز عبادة الأصنام؟!
قد يتصور أنّ هذه الآية لها مفهوم «السلام العام» وتجيز حتى لعبدة الأصنام أن يظلوا عليها عاكفين ، لأنّها لا تصرّ على قبول دين الإسلام.
لكن هذا التصور فارغ لا يقوم على أساس ، لحن الآيات يوضح بجلاء أنّها نوع من التحقير والتهديد ، أي دعكم ودينكم فسترون قريبا وبال أمركم ، تماما مثل ما ورد في قوله تعالى : (وَإِذا سَمِعُوا اللَّغْوَ أَعْرَضُوا عَنْهُ وَقالُوا : لَنا أَعْمالُنا وَلَكُمْ أَعْمالُكُمْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ لا نَبْتَغِي الْجاهِلِينَ) (٣).
والشاهد الواضح على ذلك مئات الآيات الكريمة التي ترفض الشرك بكل ألوانه ، وتعتبره عملا لا شيء أبغض منه ، وذنبا لا يغفر.
وهناك إجابات اخرى على هذا السؤال مثل تقدير محذوف وتكون العبارة : لكم جزاء دينكم ولي جزاء ديني.
__________________
(١) بناء على هذا (عابد) وهو اسم فاعل يكون في الآية بمعنى الماضي أيضا.
(٢) يجب الالتفات إلى أن «ما الموصولة» وإن استعملت غالبا في غير ذوي العقول ، تستعمل أيضا في العاقل. وفي القرآن شواهد.
(٣) سورة القصص ، الآية ٥٥.