الآيات
(إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ (١) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٢) وَإِذَا الْأَرْضُ مُدَّتْ (٣) وَأَلْقَتْ ما فِيها وَتَخَلَّتْ (٤) وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ (٥) يا أَيُّهَا الْإِنْسانُ إِنَّكَ كادِحٌ إِلى رَبِّكَ كَدْحاً فَمُلاقِيهِ (٦) فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتابَهُ بِيَمِينِهِ (٧) فَسَوْفَ يُحاسَبُ حِساباً يَسِيراً (٨) وَيَنْقَلِبُ إِلى أَهْلِهِ مَسْرُوراً (٩))
التّفسير
نحو الكمال المطلق :
تبدأ السّورة في ذكرها لأحداث نهاية العالم المهولة بالإشارة إلى السماء فتقول : (إِذَا السَّماءُ انْشَقَّتْ) (١) (فتلاشت نجومها وأجرامها واختل نظام الكواكب فيها) ، كإشارة الآيتين (١ و ٢) من سورة الإنفطار التي أعلنت عن نهاية العالم بخرابه وفنائه : (إِذَا السَّماءُ انْفَطَرَتْ وَإِذَا الْكَواكِبُ انْتَثَرَتْ).
وتحكي الآية التالية حال السماء : (وَأَذِنَتْ لِرَبِّها وَحُقَّتْ).
فلا يتوهم أن السماء بتلك العظمة بإمكانها اظهار أدنى مقاومة لأمر الله .. بل ستستجيب لأمر الله خاضعة طائعة ، لأنّ إرادته سبحانه في خلقه هي الحاكمة ، ولا
__________________
(١) «إذا» أداة شرط ، حذف جزاؤها ، والتقدير : (إذا السماء انشقت ... لاقى الإنسان ربّه فحاسبه وجازاه).