٣ ـ التوحيد في التقنين والتشريع
يقول سبحانه : (وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ) (١).
لما ثبت أنّه سبحانه هو المدير والمدبّر ، فليس لأحد غيره حتما صلاحية التقنين. إذ لا سهم لغيره في تدبير العالم كي يستطيع أن يضع قوانين منسجمة مع نظام التكوين.
٤ ـ التوحيد في المالكية
سواء «الملكية الحقيقية» أي السلطة التكوينية على الشيء ، أم «الملكية الحقوقية» وهي السلطة القانونية على الشيء ، فهي له سبحانه ، كما يقول في كتابه العزيز : (وَلِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) (٢) ويقول سبحانه : (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) (٣).
والدليل على ذلك هو نفس الدليل على توحيد الخالقية ، وحين يكون هو سبحانه خالق كلّ شيء فهو مالك كلّ شيء أيضا. فكلّ ملكية يجب أن تستمد وجودها من مالكيته.
٥ ـ توحيد الحاكمية
لا بدّ للمجتمع البشري من حكومة ، لأنّ الحياة الاجتماعية تتطلب ذلك ، فلا يمكن بدون حكومة أن تقسم المسؤوليات ، وتنظم المشاريع ، ويحال دون التعدي والتجاوز.
ومن جهة أخرى ، مبدأ الحرية يقرر أن لا أحد له حق الحكومة على أحد ، إلّا
__________________
(١) المائدة ، الآية ٤٤.
(٢) آل عمران ، الآية ١٨٩.
(٣) الحديد ، الآية ٧.