بالاستعاذة من سحر الساحرين ، فهذا لا يعني أن النّبي تعرض لتأثير السحر. بل إنّها تشبه استعاذة النّبي بالله من كلّ خطأ وذنب. أي إنّه مصون من هذه العوارض بلطف الله وفضله ، ولو لا فضله لما سلم من تأثير السحر هذا من جهة.
ومن جهة اخرى ، لا يوجد دليل كما قلنا على أن معنى ، (النَّفَّاثاتِ فِي الْعُقَدِ) هو السحرة أو الساحرات.
٤ ـ شرّ الحاسدين
«الحسد» خصلة سيئة شيطانية تظهر في الإنسان نتيجة عوامل مختلفة مثل : ضعف الإيمان ، وضيق النظر ، والبخل. وهو يعني طلب وتمنّي زوال النعمة من شخص آخر.
الحسد منبع كثير من الذنوب الكبيرة.
عن الإمام محمّد بن علي الباقر عليهالسلام قال : «إنّ الحسد ليأكل الإيمان كما تأكل النّار الحطب» (١).
وعن الإمام جعفر بن محمّد الصادق عليهالسلام قال : «أفة الدين الحسد والعجب والفخر» (٢).
ذلك لأن الحسود يعترض في الواقع على حكمة الله وعلى ما آت الله من نعمة لهذا الفرد أو ذاك. كما يقول سبحانه : (أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلى ما آتاهُمُ اللهُ مِنْ فَضْلِهِ) (٣).
وقد يبلغ الحسد بالحاسد إلى أن يوقع نفسه في كلّ تهلكة من أجل زوال النعمة من الشخص المحسود ، كما هو معروف في حوادث التاريخ.
__________________
(١) بحار الأنوار ، ج ٧٣ ، ص ٢٣٧.
(٢) المصدر السابق ، ص ٢٤٨.
(٣) النساء ، الآية ٥٤.