الستار عن حقيقة علمية قائمة لم يكن قد سبقها من علماء تلك الأزمان أحد قبله عليهالسلام ، وبقيت هذه الحقيقة خافية عن أنظار النّاس (سوى الراسخين في العلم) ، إلى أن تمّ صنع التلسكوبات الكبيرة ، فتوصل علماء الفلك المعاصرين إليها.
فعالم الوجود ، يتكون من مجموعة مجرات ، والمجرة عبارة عن مجموعة عظيمة من النجوم والمنظومات الشمسية ، ولذا فقد اطلق على المجرات اسم (مدن النجوم).
ومن هذه المجرات ، مجرة (درب التبانة) المعروفة والتي يمكن مشاهدتها بالعين المجردة ، والمتكونة من مجموعة من النجوم والشموس على شكل دائرة ، ويبدو لنا طرفها البعيد عنّا بصورة سحاب أبيض ، وما هو في حقيقته إلّا مجموعة من النجوم ، تبدو لنا بهذه الصورة نتيجة لبعدها وعجز عيوننا عن تشخيصها.
وما نراه ليلا على سطح السماء هو طرفها القريب.
ومنظومتنا الشمسية جزء من هذه المجرة العظيمة.
وكما يقول حديث أمير المؤمنين عليهالسلام ، فإنّ النجوم التي نراها في السماء اليوم ، ستنفصل عن المجرة ، وبها تنشق السماء.
فمن كان يعلم في زمانه عليهالسلام إنّ النجوم المتناثرة على القبة السماوية هي جزء من مجرّة عظيمة؟!
نعم ، لا يعلم بذلك ، إلّا من كان قلبه متصلا بعالم الغيب ، ومن يستقي من علم الله تعالى استقاء.
٢ ـ الدنيا دار بلاء
التعبير ب «كادح» للإشارة إلى أن طريق الحياة شاق وصعب ، وخوضه يستلزم العناء والألم والمشاكل ، في كافة خطوات المسير ولا يستثنى من ذلك الروح أو البدن ، بل كليهما وبكلّ ما يحملان من جوارح وجوانح لا يخلوان من التأثر بهذه