المخادعة ، ووسائل الإعلام المزوّرة الملفّقة ، كلها هي وأمثالها تندرج ضمن المفهوم الواسع للوسواس الخناس وتتطلب من الإنسان أن يستعيذ بالله منها.
* * *
ملاحظات
١ ـ لما ذا نستعيذ بالله؟!
الإنسان معرض للانحراف في كل لحظة ، وحين يأمر الله نبيّه أن يستعيذ به من شر «الوسواس الخناس» فإن ذلك دليل على إمكان الوقوع في شراك الموسوسين الخناسين.
مع أنّ النّبي صلىاللهعليهوآلهوسلم في مأمن من الانحراف بفضل الله ومدده الغيبي وخضوعه التام لله ، فالآيات تأمره أن يستعيذ بالله من شرّ الوسواس الخناس ، فما بالك بغيره من النّاس!
ولا يجوز للإنسان أن ييأس أمام مخاوف الموسوسين. فملائكة الله تهبّ للأخذ بناصية المؤمنين والسائرين على طريق الله. فالمؤمنون ليسوا وحيدين في ساحة صراع الحق مع الباطل ، بل ملائكة الله في عونهم : (إِنَّ الَّذِينَ قالُوا رَبُّنَا اللهُ ثُمَّ اسْتَقامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلائِكَةُ) (١).
ولكن ، على أي حال ، لا يجوز للإنسان أن يغترّ وأن يحسب نفسه غنيا عن الموعظة والتذكير والإمداد الإلهي. يجب الاستعاذة به سبحانه دائما ويجب أن يكون الإنسان على وعي وحذر باستمرار.
٢ ـ لما ذا تكررت كلمة «النّاس»
في سبب تكرار كلمة «النّاس» في السّورة ، قيل : إن كل واحد منها لها معنى
__________________
(١) فصلت ، الآية ٣٠.