«سورة البروج»
محتوى السّورة :
كان المؤمنون في بداية الدعوة المحمّدية ـ خصوصا في مكّة ـ يعانون من شدّة التضييق وأقسى ألوان التعذيب الجسدي والنفسي ، الذي انهال به عدوّهم من الكفّار على أن يتركوا إيمانهم بترك عقيدة الحق والارتداد عن الدين القويم!
وبملاحظة كون السّورة مكيّة ، فيظهر إنّها نزلت لتقوية معنويات المؤمنين لمواجهة تلك الظروف الصعبة ، ولترغيبهم على الصمود أمام الصعاب والثبات على الإيمان وترسيخه في القلوب.
وتناولت السّورة قصّة «أصحاب الأخدود» ، الذين حفروا خندقا وسجّروه بالنيران ، وهددوا المؤمنين بإلقائهم في تلك النّار إن لم يعودوا إلى كفرهم! وأحرقوا مجموعة منهم بالنّار وهم أحياء ، ومع ذلك لم يرجعوا عن دينهم ..
وتعد السّورة في بعض آياتها بعذاب جهنم الأليم لأولئك الذين يؤذون المؤمنين ويعذبونهم على إيمانهم ، وتذمهم ذما شديدا ، في حين تبشر المؤمنين الصابرين بالجنّة والفوز بنعيمها.
وفي جانب آخر من السّورة ، تعرض لنا مقتطفات من قصّتي فرعون وثمود وقوميهما الجناة الطغاة ، وما آلوا إليه من ذلّ وهلاك ، كلّ ذلك تذكيرا لكفّار مكّة الذين هم أضعف قوّة وأقل جندا من أولئك ، فعسى أن يرعووا عمّا هم فيه من جهة ، وتسلية لقلب الحبيب المصطفى صلىاللهعليهوآلهوسلم ومن كان معه من المؤمنين من جهة