مذهبه النحوى :
كان ابن جنى بصرى المذهب كشيخه أبى على ، ويجرى فى كتبه ومباحثه على أصول هذا المذهب ويدافع عنه ، على أن ابن جنى لشدة حبه للعلم فكان يأخذه من أهله ، بصريا كان أو غيره ، فنراه يكثر النقل عن ثعلب والكسائى ويمدحهما على اختلافه معهما فى المذهب.
وابن جنى إمام فى النحو والصرف ، لكنه أبرع فى الصرف منه فى النحو ، وسبب براعته فى الصرف أن عجزه أمام أبى على كان فى مسألة صرفية ، فلذلك كان جدّه فى الصرف أكثر.
شعر ابن جنى :
كان ابن جنى يقول الشعر ، يقول ابن ماكولا فى الإكمال ٢ / ٥٨٥ : «وله شعر بارد» أى غير جيد ، وربما ذلك لأن ابن جنى كان يستعمل الغريب فى شعره ولم يكن الشعر صنعته فيعنى به.
ومن شعره ما سبق أن أشرنا إليه من مرثية المتنبى قال :
غاض القريض وأودت نضرة الأدب |
|
وصوحت بعد رى دوحة الكتب |
سلبت ثوب بهاء كنت تلبسه |
|
كما تخطّف بالخطّية السّلب |
ما زلت تصحب فى الجلّى إذا انشعبت |
|
قلبا جميعا وعزما غير منشعب |
وقد حلبت لعمرى الدهر أشطره |
|
تمطو بهمة لا وان ولا وصب |
من للهواجل يحيى ميت أرسمها |
|
بكل جائلة التصدير والحقب |
قبّاء خوصاء محمود علالتها |
|
تنبو عريكتها بالحلس والقتب |