باب فى إسقاط الدليل
وذلك كقول أبى عثمان (١) : لا تكون الصفة غير مفيدة ، فلذلك قلت : مررت برجل أفعل. فصرف أفعل هذه لمّا لم تكن الصفة مفيدة. وإسقاط هذا أن يقال له : قد جاءت الصفة غير مفيدة. وذلك كقولك فى جواب من قال رأيت زيدا : المنىّ يا فتى ؛ فالمنىّ صفة ، وغير مفيدة.
ومن ذلك قول البغداديّين : إن الاسم يرتفع بما يعود عليه من ذكره ؛ نحو زيد مررت به ، وأخوك أكرمته. فارتفاعه عندهم إنما هو لأن عائدا عاد عليه ، فارتفع بذلك العائد. وإسقاط هذا الدليل أن يقال لهم : فنحن نقول : زيد هل ضربته ، وأخوك متى كلّمته؟ ومعلوم أن ما بعد حرف الاستفهام لا يعمل فيما قبله ، فكما اعتبر أبو عثمان أنّ كلّ صفة فينبغى أن تكون مفيدة فأوجد أنّ من الصفات ما لا يفيد ، وكان ذلك كسرا لقوله ؛ كذلك قول هؤلاء : إن كلّ عائد على اسم عار من العوامل يرفعه يفسده وجود عائد على اسم عار من العوامل وهو غير رافع له ، فهذا طريق هذا.
* * *
__________________
(١) أبو عثمان هو المازنى.