* ألم يأتك والأنباء تنمى*
لكان أقوى قياسا ، على ما رتّبه أبو عثمان ؛ ألا ترى أن الجزء كان يصير منقوصا ، لأنه يرجع إلى مفاعيل : ألم يأت مفاعيل.
وكذلك بيت الأخطل :
كلمع أيدى مثاكيل مسلّبة |
|
يندبن ضرس بنات الدهر والخطب (١) |
أقوى القياسين على ما مضى أن ينشد «مثاكيل» غير مصروف ؛ لأنه يصير الجزء فيه من مستفعلن إلى مفتعلن ، وهو مطوىّ ، والذى روى «مثاكيل» بالصرف. وكذلك بقيّة هذا.
فإن كان ترك زيغ الإعراب يكسر البيت كسرا ، لا يزاحفه زحافا ، فإنه لا بدّ من ضعف زيغ الإعراب واحتمال ضرورته ، وذلك كقوله :
* سماء الإله فوق سبع سمائيا (٢) *
فهذا لا بدّ من التزام ضرورته ؛ لأنه لو قال : سمايا لصار من الضرب الثانى إلى الثالث ، وإنما مبنى هذا الشعر على الضرب الثانى لا الثالث. وليس كذلك قوله :
أبيت على معارى فاخرات |
|
بهن ملوّب كدم العباط (٣) |
__________________
ـ أى تلبس السلاب والسّلب ، وهى ثياب سود تلبسها النساء فى المأتم ، واحدتها سلبة. والخطب : إنما أراد الخطوب ؛ جمع الخطب وهو الأمر أو الشأن ، فحذف تخفيفا ، وقد يكون من باب رهن ورهن. وانظر اللسان (سلب) ، (خطب).
(١) البيت للأخطل فى ديوانه ص ٢٨٧ ، والأشباه والنظائر ٢ / ٦١ ، وسر صناعة الإعراب ٢ / ٦٣٢ ، ولسان العرب (خطب) (ضرس) ، (ثكل) ، (نجم) ، المحتسب ١ / ١٩٩ ، ٢٠٠ ، ٢ / ٨ ، والمنصف ١ / ٣٤٨.
(٢) عجز بيت لأمية بن أبى الصلت فى ديوانه ص ٧٠ ، وخزانة الأدب ١ / ٢٤٤ ، ٢٤٧ ، وشرح أبيات سيبويه ٢ / ٣٠٤ ، والكتاب ٣ / ٣١٥ ، ولسان العرب (سما) وبلا نسبة فى الأشباه والنظائر ٢ / ٣٣٧ ، وما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٥ ، والمقتضب ١ / ١٤٤ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٥١٣ ، والمنصف ٢ / ٦٦ ، ٦٨ ، ويروى صدره :
* له ما رأت عين البصير وفوقه*
(٣) البيت للمتنخل الهذلى فى شرح أشعار الهذليين ٣ / ١٢٦٨ ، وشرح ديوان الحماسة للمرزوقى ص ٩٩٣ ، ولسان العرب (لوب) ، (عرا) ، وللهذلى فى الكتاب ٣ / ٣١٣ ، والمنصف ٢ / ٦٧ ،