لأنه لو قال : معار لما كسر الوزن ؛ لأنه إنما كان يصير من مفاعلتن إلى مفاعيلن ، وهو العصب. لكن مما لا بدّ من التزام ضرورته مخافة كسر وزنه قول الآخر :
خريع دوادى فى ملعب |
|
تأزّر طورا وترخى الإزارا (١) |
فهذا لا بدّ من تصحيح معتلّه ؛ ألا ترى أنه لو أعلّ اللام وحذفها فقال دواد ، لكسر البيت البتّة.
فاعرف إذا حال ضعف الإعراب الذى لا بدّ من التزامه مخافة كسر البيت ، ومن الزحاف الذى يرتكبه الجفاة الفصحاء إذا أمنوا كسر البيت ، ويدعه من حافظ على صحّة الوزن من غير زحاف ؛ وهو كثير. فإن أمنت كسر البيت اجتنبت ضعف الإعراب ، وإن أشفقت من كسره ألبتّة دخلت تحت كسر الإعراب.
* * *
__________________
ـ ٧٥ ، ٣ / ٦٧ ، وتاج العروس (عرا) ، وبلا نسبة فى لسان العرب (عبط) ، (سما). الخريع : الناعمة مع فجور ، والجمع خروع وخرائع. والدوادىّ : آثار أراجيح الصبيان ، واحدتها دوداة. اللسان (دود) والدوداة : الأرجوحة وقيل : هى صوت الأرجوحة. القاموس.
(١) البيت للكميت بن زيد فى ديوانه ١ / ١٩٠ ، ولسان العرب (دوا) ، والمقتضب ١ / ١٤٤ ، وبلا نسبة فى ما ينصرف وما لا ينصرف ص ١١٤ ، والممتع فى التصريف ٢ / ٥٥٦ ، والمنصف ٢ / ٦٨ ، ٨٠ ، ٣ / ٦٨ ، ٧٩.