باب فى (المثلين) : كيف حالهما فى الأصلية والزيادة
وإذا كان أحدهما زائدا فأيهما هو؟
اعلم أنه متى اجتمع معك فى الأسماء والأفعال حرف أصل ومعه حرفان مثلان لا غير فهما أصلان ، متّصلين كانا أو منفصلين. فالمتّصلان نحو الحفف ، والصدد ، والقصص ، وصببت ، وحللت ، وشددت ، وددن ، ويين. وأمّا المنفصلان فنحو دعد ، وتوت ، وطوط ، وقلق ، وسلس. وكذلك إن كان هناك زائد فالحال واحدة ؛ نحو حمام ، وسمام ، وثالث ، وسالس ؛ روينا عن الفرّاء قول الراجز :
ممكورة غرثى الوشاح السالس |
|
تضحك عن ذى أشر غضارس (١) |
وكذلك كوكب ، ودودح. وليس من ذلك دؤادم ؛ لأنه مهموز.
وكذلك إن كان هناك حرفان تسقطهما الصنعة جريا فى ذلك مجرى الحرف الواحد (كألف حمام وسمام ، وواو كوكب ودودح) وذلك ألندد ، ويلندد ؛ يوضّح ذلك الاشتقاق فى ألندد ؛ لأنه هو الألدّ. وأمّا ألنجج فإنّ عدّة حروفه خمسة ، وثالثه نون ساكنة ، فيجب أن يحكم بزيادتها فتبقى أربعة ؛ فلا يخلو حينئذ أن يكون مكرر اللام ؛ كباب قعدد وشربب ، أو مزيدة فى أوّله الهمزة ؛ كأحمر ، وأصفر ، وإثمد. وزيادة الهمزة أوّلا أكثر من تكرير اللام آخرا. فعلى ذلك ينبغى أن يكون العمل. فتبقى الكلمة من تركيب (ل ج ج) ، (فمثلاها إذن أصلان) وكذلك يلنجج ؛ لأن الياء فى ذلك كالهمزة ؛ كما قدّمناه. فمثلا ألنجج ويلنجج أصلان كمثلى ألندد ويلندد.
فهذه أحكام المثلين إذا كان معهما أصل واحد فى أنهما أصلان لا محالة.
فأمّا إذا كان معك أصلان ومعهما حرفان مثلان فعلى أضرب : منها أن يكون هناك تكرير على تساوى حال الحرفين. فإذا كانا كذلك كانت الكلمة كلها أصولا ،
__________________
(١) الرجز بلا نسبة فى لسان العرب (سلس) ، (عطمس) ، (غضرس) ، وديوان الأدب ٢ / ٥٨. السالس: السلس اللين. غضارس : بارد عذب.