خليلىّ لا يبقى على الدهر فادر |
|
بتيهورة بين الطخاف العصائب (١) |
ـ [ويروى : الطخاف العصائب] ـ فهذا قول ؛ وهو لأبى علىّ رحمهالله.
ويجوز عندى أن تكون فى الأصل أيضا (تفعولة) كتعضوضة ، وتذنوبة ، فيكون أصلها على هذا (تهوورة) فقدّمت العين على الفاء إلى أن صار وزنها (تعفولة) وآل اللفظ بها إلى (توهورة) فأبدلت الواو التى هى عين مقدّمة ياء ، كما أبدلت عين (أينق) لمّا قدّمت فى أحد مذهبى الكتاب ياء فنقلت من (أنوق) إلى (أونق) ومن (أونق) تقديرا إلى (أينق) لأنها كما أعلّت بالقلب كذا أعلّت بالإبدال فصارت أينقا. وكذلك صارت توهورة (إلى تيهورة).
وإن شئت جعلتها من الياء لا من الواو ؛ فقد حكى أبو الحسن عنهم : هار الجرف يهير. ولا تحمله على طاح يطيح وتاه يتيه فى قول الخليل ؛ لقلّة ذلك ، ولأنهم قد قالوا أيضا : تهيّر الجرف ؛ فى معنى تهوّر ، وحمله على (تفعّل) أولى من حمله على (تفيعل) كتحيّز. فإذا كانت (تيهورة) من الياء على هذا القول فأصلها (تهيورة) ثم قدّمت العين التى هى الياء على الفاء فصار تيهورة. وهذا القول إنما فيه التقديم من غير إبدال. وإنما قدّمنا القول الأوّل وإن كانت كلفة الصنعة فيه أكثر ؛ لأن كون عين هذه الكلمة واوا فى اللغة أكثر من كونها ياء.
ويجوز فيه عندى وجه ثالث ، وهو أن يكون فى الأصل (يفعولة) كيعسوب ويربوع ، فيكون أصلها (يهوورة) ثم قدّمت العين إلى صدر الكلمة فصارت (ويهورة : عيفولة) ثم أبدلت الواو التى هى عين مقدّمة تاء على ما مضى فصارت (تيهورة).
__________________
(١) البيت من الطويل ، وهو لأبى ذؤيب الهذلى فى لسان العرب (عصب) ، وتاج العروس (عصب) ، وهو لصخر الغى فى لسان العرب (طخف) ، وتاج العروس (طغف) ، وهو فى شرح أشعار الهذليين ص ٢٤٦ ، من قصيدة تنسب لأبى ذؤيب ، ولصخر الغىّ ، ولأخى صخر الغىّ ، وفيه أن من يرويها لأخى صخر الغى أكثر. الطخا فالعصائب : الطخا مقصور من الطخاء وهو السحاب المرتفع الرقيق ، والعصائب جمع عصابة وهو غيم أحمر تراه فى الأفق الغربى وفى اللسان الطخاف وهما بمعنى. والغادر : الوعل المسنّ.