الكلمة الواوان وأجرى غير اللازم مجرى اللازم أبدلت الأولى همزة فصارت (أوار) أفلا ترى إلى استحالة لفظ (وأر) إلى لفظ (أور) بالصنعة.
وقال أبو زيد فى تخفيف همزتى (افعوعلت) من (وأيت) جميعا : (أويت) وقد أوضح هذا أبو زيد وكيف صنعته (١) ، وتلاه بعده أبو عثمان فى تصريفه. وأجاز أبو عثمان أيضا فيها (وويت) [قال] لأن نيّة الهمزة فاصلة بين الواوين. فقياس هذا أن تصحّح واوى (ووار) عند التخفيف ؛ لتقديرك فيه نيّة التحقيق ؛ وعليه قال الخليل فى تخفيف (فعل) من وأيت (أوى) ؛ أفلا تراه كيف أحالته الصنعة من لفظ إلى لفظ. وكذلك لو بنيت من (أوّل) مثال (فعل) لوجب أن تقول (أول) : فتصيّرك الصنعة من لفظ (وول) إلى لفظ (أول).
ومن ذلك قول العرب : (تسرّيت) من لفظ (س ر ر) ، وقد أحالته الصنعة إلى لفظ (س ر ى). ومثله (قصّيت أظفارى) هو من لفظ (ق ص ص) ، وقد آل بالصنعة إلى لفظ (ق ص ى). وكذلك قوله :
* تقضّى البازى إذا البازى كسر (٢) *
هو فى الأصل من تركيب (ق ض ض) ، ثم أحاله ما عرض من استثقال تكريره إلى لفظ (ق ض ى). وكذلك قولهم : تلعّيت ـ من اللعاعة ـ أى خرجت أطلبها ـ وهى نبت ـ أصلها (ل ع ع) ، ثم صارت بالصنعة إلى لفظ (ل ع ى) ؛ قال :
__________________
(١) وذلك أن افعوعلت من وأيت : ايأوأيت. ثم تنقل حركة الهمزة الأولى على ما قبلها وتحذف ، وترد الياء إلى الواو الأصلية وتحذف همزة الوصل فتصير إلى ووأيت ، ثم تنقل حركة الهمزة وتحذفها فتصير إلى وويت ، ثم تبدل الواو الأولى همزة كما فى أواصل فتصير إلى أويت. انظر شرح الأشمونى على الألفية عند قول ابن مالك : وهمزا أوّل الواوين ، فى باب الإبدال.
(٢) الرجز للعجاج فى ديوانه ١ / ٤٢ ، ٤٣ ، ولسان العرب (ضبر) ، (ظفر) ، (عمر) ، وأدب الكاتب ص ٤٨٧ ، والأشباه والنظائر ١ / ٤٨ ، وإصلاح المنطق ص ٣٠٢ ، والدرر ٦ / ٢٠ ، وشرح المفصل ١٠ / ٢٥ ، والممتع فى التصريف ١ / ٣٧٤ ، والتنبيه والإيضاح ٢ / ١٥٨ ، وتاج العروس (ضبر) ، (ظفر) ، (عمر) ، (كدر) ، (كسر) (قضض) ، (بوع) ، (قضى) ، وديوان الأدب ٢ / ١٥٦ ، ١٥٨ ، ٤ / ١٣٢ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٢٩ ، وشرح الأشمونى ٣ / ٨٧٩ ، والمقرب ٢ / ١٧١ ، وهمع الهوامع ٢ / ١٥٧.