كأن متنيه من النفىّ |
|
مواقع الطير على الصفىّ (١) |
إنما هو تكسير صفا الذى هو جمع صفاة ؛ إذ كانت فعلة لا تكسّر على فعول ، إنما ذلك فعلة ؛ كبدرة وبدور ، ومأنة ومئون (٢). أو فعل ؛ كطلل وطلول ، وأسد وأسود. وقد ترى بهذا أيضا مشابهة فعلة لفعل فى تكسيرهما جميعا على فعول.
ومن ذلك قولهم فى الزكام : آرضه الله ، وأملأه ، وأضأده. وقالوا : هى الضؤدة ، والملأة ، والأرض. والصنعة فى ذلك أن (فعلا) قد عاقبت (فعلا) على الموضع الواحد ؛ نحو العجم والعجم ، والعرب والعرب ، والشغل والشغل ، والبخل والبخل. وقد عاقبتها أيضا فى التكسير على أفعال ؛ نحو برد وأبراد ، وجند وأجناد ؛ فهذا كقلم وأقلام ، وقدم وأقدام. فلمّا كان (فعل) من حيث ذكرنا كفعل صارت الملأة والضؤدة كأنها فعلة ، وفعلة قد كسّرت على أفعل ؛ على ما قدّمنا فى أكمة وآكم ، وأمة وآم. [فكما رفعت التاء فى (فعلة) حكم الحركة فى العين ، ورفعت حركة العين حكم التاء ، فصار الأمر لذلك إلى حكم (فعل) حتى قالوا : أكمة وآكم ، ككلب وأكلب ، وكعب وأكعب ، فكذلك جرت (فعلة) مجرى (فعل) حتى عاقبته فى الضؤدة والملأة والأرض ، فصارت الأرض كأنه أرضة ، أو صار الملأة والضؤدة كأنهما ملء وضأد. أفلا ترى إلى الضمّة كيف رفعت حكم التاء ، كما رفعت التاء حكم الضمّة ، وصار الأمر إلى (فعل)].
* * *
__________________
(١) الرجز للأخيل الطائى فى لسان العرب (صفا) ، (نفى) ، وتاج العروس (هيص) ، (وقع) ، (نفا) ، ولرؤبة فى ملحق ديوانه ص ١٨٨ ، وتاج العروس (صفا) ، وله أو للعجاج فى لسان العرب (هيص) ، وليس فى ديوان العجاج ، وبلا نسبة فى جمهرة اللغة ص ٩٤٥ ، ٩٧٢ ، وسر صناعة الإعراب ١ / ٢٥٠ ، وشرح شواهد الإيضاح ص ٥١٤ ، وشرح المفصل ٥ / ٢٢ ، ولسان العرب (هيض) ، (وقع) ، وتاج العروس (هيض) ، وكتاب العين ٤ / ٧٠ ، والمخصص ٤ / ٤١ ، ١٠ / ٩٠ ، وكتاب الجيم ٣ / ٢٩٥ ، وتهذيب اللغة ٣ / ٣٧ ، ٦ / ٣٦٥ ، ١٥ / ٤٧٥. النفىّ : ما تطاير من الرشاش على ظهر المائح شبه الماء وقد وقع على متن الساقى بذرق الطائر.
(٢) هى من اللحم السرة وما حولها وقيل : هى شحمة قص الصدر.