ومنه الطّفل للصبىّ لضعفه ، والطّفل للرّخص ، وهو ضدّ الشّثن ، والتفل للريح المكروهة ، فهى منبوذة مطروحة. وينبغى أن تكون (الدّفلى) (١) من ذلك لضعفه عن صلابة النّبع والسّراء والتنضب ، والشّوحط. وقالوا : الدفر للنتن ، وقالوا للدنيا (أمّ دفر) سبّ لها وتوضيع منها. ومنه (الفلتة) لضعفة الرأى ، وفتن المغزل ، لأنه تثنّ واستدارة ، وذاك إلى وهى وضعفة ، والفطر : الشقّ ، وهو إلى الوهن.
الآن قد أنّستك بمذهب القوم فيما هذه حاله ، ووقفتك على طريقه ، وأبديت لك عن مكنونه ، وبقى عليك أنت التنبّه لأمثاله ، وإنعام الفحص عمّا هذه حاله ؛ فإننى إن زدت على هذا مللت وأمللت. ولو شئت لكتبت من مثله أوراقا مئين ، فأبه له ولا طفه ، ولا تجف عليه فيعرض عنك ولا يبهأ بك.
* * *
__________________
(١) الدفلى : شجر مرّ أخضر يكون فى الأودية.