«و ل ق» ، «ل ق و» ، «ل و ق».
الأصل الأوّل «ق و ل» وهو القول. وذلك أن الفم واللسان يخفّان له ، ويقلقان ويمذلان (١) به. وهو بضد السكوت ، الذى هو داعية إلى السكون ؛ ألا ترى أن الابتداء لما كان أخذا فى القول ، لم يكن الحرف المبدوء به إلا متحركا ، ولمّا كان الانتهاء أخذا فى السكوت ، لم يكن الحرف الموقوف عليه إلا ساكنا (٢).
الأصل الثانى «ق ل و» منه القلو : حمار الوحش ؛ وذلك لخفّته وإسراعه ؛ قال العجّاج :
* تواضخ التقريب قلوا مغلجا (٣) *
ومنه قولهم «قلوت البسر والسّويق ، فهما مقلوّان» وذلك لأن الشىء إذا قلى جفّ وخفّ ، وكان أسرع إلى الحركة وألطف ، ومنه قولهم «اقلوليت يا رجل» قال :
__________________
(١) من قولهم : مذل مذلا ، أى : ضجر وقلق ، فهو مذل ، وهى مذلة ، وفيها لغتان : مذل يمذل مذلا ، من باب فرح ، ومذل يمذل مذلا ، من باب نصر. انظر «تهذيب لسان العرب» (مذل).
(٢) ولذلك فلا يبتدأ إلا بمتحرك ، فإن بدئ بساكن ، اجتلبت له همزة وصل متحركة يبتدأ بها ؛ ليتوصل بها إلى النطق بالساكن ، وكذا لا يوقف إلا على ساكن ؛ لأنه موضع راحة وسكون ، فإن وقف على متحرك ، اجتلبت له هاء السكت ـ وهى ساكنة ـ ليوقف عليها.
(٣) الرجز للعجّاج فى ديوانه ٢ / ٥١ ، ولسان العرب ٣ / ٦٧ (وضخ) ، وبلا نسبة فى كتاب العين ٤ / ٢٨٣. ويروى : محلجا. وهو من أرجوزة طويلة له ، يصف أتانا له ، وفيها :
كأنّ تحتى ذات شغب سمحجا |
|
قوداء لا تحمل إلا مخدجا |
كالقوس ردّت غير ما أن تعوجا |
|
تواضخ التقريب قلوا محلجا |
جأبا ترى تليله مسحّجا |
وقوله : «تواضخ التقريب» أى : تجتهد مع فحلها فى الجرى ، وأصل المواضخة : المباراة فى الاستقاء بالدلاء ، وهو أن يستقى الرجل دلوا والآخر دلوا ، والتقريب : نوع من الجرى وهو أن يرفع يديه معا ، ويضعهما معا ؛ كما فى قول امرئ القيس :
له أيطلا ظبى وساقا نعامة |
|
وإرخاء سرحان وتقريب تتفل |
والمغلج ـ أو المحلج فى رواية الديوان ـ أى : الشديد المدمج ، يقول : هو مطوىّ مثل المغلج ، أو المحلج ، يقول : عوده شديد ، وخلقه شديد. أو : المغلج : هو الذى يطرد أتنه ، يعنى : الفحل. وانظر الأرجوزة بتمامها ـ مع شرحها ـ فى «ديوان العجاج» (ص ٢٧١ ـ ٣٠٣).