صدودك عنى ولا ذنب لى |
|
دليل على نية فاسده |
فقد وحياتك مما بكيت |
|
خشيت على عينى الواحدة |
ولو لا مخافة ألا أراك |
|
لما كان فى تركها فائده |
وفى هذه الأبيات شك فى نسبتها إليه ولكن الشك فى نسبتها إليه لا يشكك فى عوره.
وكان من عادته فى الحديث الإشارة بيديه وشفتيه لأنه يعتقد أن الإشارة أبلغ فى إيضاح المعنى وتبسيطه للسامع. فيقول هو فى كتابه هذا : «وعلى هذا قالوا : رب إشارة أبلغ من عبارة» وقال الأستاذ محمد على النجار فى ترجمته لابن جنى : «وقد يجوز أن ابن جنى كان فى لسانه لكنة لمكانه من العجمة من جهة أبيه ، فكان يستعين على إيضاح ما يريد بالإشارة».
وكان ابن جنى رجل جد وامرأ صدق فى فعله وقوله فلم يعرف عنه اللهو والشرب والمجون ، وكان عف اللسان والقلم يتجنب البذيء من الألفاظ. ولم يكن همه رضاء الملوك ومنادمتهم كأدباء عصره.
شيوخه :
أخذ ابن جنى النحو عن الأخفش وبعده عن أبى على الفارسى ، وأخذ عن كثير من رواة اللغة والأدب منهم أبو بكر محمد بن الحسن المعروف بابن مقسم وهو من القراء ، ويروى عنه ابن جنى أخبار ثعلب وعلمه ، ويروى أيضا عن محمد بن سلمة عن المبرد ، وغير هؤلاء كثير.
كما يروى ابن جنى عن الأعراب الذين لم تفسد لغتهم «وكان يتثبت فى أمرهم وصدقهم قبل الرواية عنهم ، وممن أخذ عنهم وكان يثق بلغتهم أبو عبد الله محمد بن العساف العقيلى التميمى وقد يذكره باسم أبى عبد الله الشجرى. ويتضح من روايات ابن جنى خلال هذا الكتاب الرواة الذين نقل عنهم والعلماء الذين استشهد بكلامهم وآرائهم.
صحبته لأستاذه أبى على الفارسى :
يقول صاحب نزهة الألباء ص ٣٣٣ :
«وكان سبب صحبته إياه أن أبا على الفارسى كان قد سافر إلى الموصل فدخل إلى