أيّ ، فمحال أن يبنى أيضا لأنّه مرفوع رفعا صحيحا ، ولهذا أجاز فيه أبو عثمان النصب على الموضع ، كما يجوز في «يا زيد الظريف» ، وعلة رفعه أنّه لمّا استمرّ الضم في كل منادى معرفة أشبه ما أسند إليه الفعل ، فأجريت صفته على اللفظ فرفعت ، ومحال أن يدّعى تكرير حرف النداء مكان ها ومكان الألف واللام ، لأنّ المنادى واحد ، وإنما تقدّر الألف واللام بدلا من حرف النداء فيما عطف بالألف واللام نحو : «يا زيد والرجل» ، لأنّ المنادى الثاني غير الأول ، فيحتاج أن يقدر فيه حرف النداء ، فقد صارت الألف واللام هناك كالبدل منه ، وليس كذلك «يا أيّها الرجل» ، لأنه بمنزلة «يا هذا الرجل» ، والألف واللام فيه للتعريف. وأما أمل يأمل فهو آمل والمفعول مأمول فلا ريب في جوازه عند العلماء ، وقد حكاه الثقاة ، منهم الخليل وغيره ، والشاهد عليه كثير ، قال بعض المعمّرين : [مجزوء الكامل]
٤١٨ ـ المرء يأمل أن يعي |
|
ش وطول عيش قد يضرّه |
وقال الآخر : [المنسرح]
٤١٩ ـ ها أنذا آمل الخلود وقد |
|
أدرك عقلي ومولدي حجرا |
وقال كعب بن زهير : [البسيط]
٤٢٠ ـ [أنبئت أن رسول الله أوعدني] |
|
والعفو عند رسول الله مأمول |
وقال المتنبي وهو من العلماء بالعربية : [الكامل]
٤٢١ ـ حرموا الذي أملوا [وأدرك منهم |
|
آماله من عاد بالحرمان] |
وأما «سوى» فلم يختلفوا في أنّها تكون بمعنى «غير» ، وتكون أيضا بمعنى الشيء نفسه ، تقول : «رأيت سواك» أي : «غيرك» ، وحكى ذلك أبو عبيد عن أبي عبيدة ، وقال الأعشى : [الطويل]
٤٢٢ ـ [تجانف عن جوّ اليمامة ناقتي] |
|
وما قصدت من أهلها لسوائكا |
__________________
٤١٨ ـ الشاهد للنابغة الجعدي في ديوانه (ص ١٩١) ، وأمالي القالي (٢ / ٨) ، والخزانة (١ / ٥١٤) ، وللنابغة الذبياني في الشعر والشعراء (ص ١٥٩) ، وليس في ديوانه ، وهو للبيد في ديوانه (ص ٣٦٥).
٤١٩ ـ الشاهد للربيع بن ضبع الغزاري في نوادر أبي زيد (ص ١٥٩) ، وأمالي القالي (٢ / ١٨٥) ، والخزانة (٣ / ٣٠٨) ، وبلا نسبة في المقتضب (٣ / ١٨٣).
٤٢٠ ـ الشاهد لكعب بن زهير في ديوانه (ص ١٩) ، وطبقات فحول الشعراء (ص ١٠١).
٤٢١ ـ الشاهد للمتنبي في ديوانه (ص ٤١٥).
٤٢٢ ـ الشاهد للأعشى في ديوانه (ص ١٣٩) ، والأضداد (ص ٤٤) ، والكتاب (١ / ٦٤) ، وخزانة الأدب (٣ / ٤٣٥) ، والدرر (٣ / ٩٤) ، وشرح أبيات سيبويه (١ / ١٣٧) ، ولسان العرب (جنف) ، و (سوا) ، وبلا نسبة في شرح المفصل (٢ / ٨٤) ، وفقه اللغة للصاحبي (ص ١٥٤) ، والمقتضب (٤ / ٣٤٩) ، وهمع الهوامع (١ / ٢٠٢).