قال : قلت له : لم قلت : من قتل وإبآس؟ فقال : ويحك! فكيف أصنع وقد قلت : حتى يسلم الناس؟ قال : قلت : فبم رفعته؟ قال : بما يسوءك وينوءك ، قال ثعلب : وإنّما رفعه لأن الفعل لم يظهر بعده كما تقول : «ضربت زيدا وعمر» ، ولم يظهر الفعل ، فرفعت كما تقول : «ضربت زيدا وعمر مضروب».
مسألة في تذكرة ابن هشام
حضر الفرزدق مجلس عبد الله بن أبي إسحاق ، فقال له : كيف تنشد هذا البيت : [الطويل]
٤٣٦ ـ وعينان قال الله كونا فكانتا |
|
فعولان بالألباب ما تفعل الخمر |
فأنشده : فعولان ، فقال له عبد الله : ما عليك لو قلت فعولين؟ فقال الفرزدق : لو شئت أن أسبّح لسبّحت ونهض ، فلم يعرفوا مراده ، فقال عبد الله : لو قال : فعولين لأخبر أنّ الله خلقهما وأمرهما ، ولكنه أراد : هما يفعلان بالألباب ما تفعل الخمر.
مسألة للفارسي : قال أبو علي الفارسي في التذكرة :
سأل مروان بن سعيد الكسائي في مجلس يونس عن وزن أولق فقال الكسائي : أفعل ، فقال مروان : استحييت لك يا شيخ ، قال أبو علي : وذلك أنّ أولق يحتمل وجهين :
أحدهما : أن يكون فوعلا من تألّق البرق ، فتكون همزته أصلا.
والثاني : أن يكون أفعل من ولق إذا أسرع ، لأنّ الأولق الجنون ، وهي توصف بالسرعة ، ويكون ألق فهو مألوق إذا أخذه الأولق من البدل اللازم ، كما قالوا : عيد وأعياد. انتهى.
قال أبو حيان : ولا ينكر على الكسائي لأنّهم قالوا : أولق فهو مألوق ، قال : ولو ادّعى مدّع أنّ الأصل الواو ، وأنّها أبدلت همزة كقولهم في وعد : أعد ثم لزم البدل في مألوق وكثر هذا أكثر من أصله لكان قولا ، انتهى.
مسألة ذكرها أبو حيان : قال أبو حيان في (شرح التسهيل) :
من المسائل التي جرى فيها الكلام بين أبي العباس بن ولاد وأبي جعفر النحاس مسألة :
كيف تبنى من رجا مثل افعللت؟ سأل أبو جعفر عن ذلك ، فقال : ارجووت ،
__________________
٤٣٦ ـ الشاهد لذي الرمة في ديوانه (ص ٢٩٧) ، وديوان المعاني (١ / ٢٣٥) ، وسمط اللآلي (ص ٤٠٨) ، وبلا نسبة في الخصائص (٣ / ٣٠٢).