الخنزير حرّم رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ما يضارعه ويشاركه في النّاب والصّفة الخنزيرية ، فحرّم الله سبحانه الأصل وحرم رسوله الفرع ، والكلّ من عند الله ، كما حرم الله الجمع بين الأختين ، وحرم رسول الله الجمع بين العمة وابنة أخيها وبين الخالة وابنة أختها ، وبين العمتين والخالتين بناء منه عليه السّلام على الأصل الثابت في كتاب الله تعالى والتفاتا إليه ، كذلك حرم كل ذي ناب بناء على الأصل الثابت من تحريم الخنزير استنباطا منه ونظرا إليه.
قال ابن خروف : هذا الرجل يخبر أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يحرم شيئا بالاستنباط من غير أن يؤمر بتحريمه ، وقوله : «والكل من عند الله» كلام ملغى إذ لا يجتمع مع ما قبله ولرسول الله صلّى الله عليه وسلّم البراءة والتنزيه مما نسب إليه.
قال السّهيليّ : ما أجهل هذا الجاهل حيث ينكر ما لا ينكره أحد ، وهو مسطور في (مختصر الطليطلي) ، لأن مؤلفه ذكر أنه صلّى الله عليه وسلّم يستنبط الشرائع ، وهذا الجاهل من جفاة المقلدين فليقنعه على طريقة التقليد كلام الطليطلي ، واستنباط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم صحيح لا يدفع في ثبوته ، ولا ينكره إلّا جلف جاف ، وكلّ ما ورد عنه صلّى الله عليه وسلّم مما لم ينطق به القرآن وإن كان متضمنا لكل شيء فهو على هذا المنحى ، وإذا لم يستنبط رسول الله صلّى الله عليه وسلّم فمن ذا يستنبط؟
مسألة
بين السهيلي وابن خروف
قال السّهيليّ في قوله تعالى : (وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنازِيرَ) [المائدة : ٦٠] الألف واللام يدّلان على معنى الاتّعاظ والاعتبار ، وفهم ابن خروف عنه أنه يثبت للألف واللام معنى ثالثا أو رابعا ، وهو معنى الاتعاظ ، فردّ عليه بأنّه قال ما لم يقله أحد.
قال السّهيليّ رادّا عليه : إنما أردت أنّ الله سبحانه لمّا خاطب أهل الكتاب بهذا ، فأشار إلى الجنس المعروف من القردة والخنازير التي مسخ من سلف من الأمم على هيئتها وصورتها لم يكن بدّ من الألف واللام الدّالتين على تعيين الجنس حين دخل الكلام معنى الاتعاظ والاعتبار والتخويف ، ولو قال قردة وخنازير لم يكن فيه ذلك.
مسألة
لابن العريف يبلغ وجوه إعرابها أكثر من ألفي ألف وجه
مسألة من تخريج ابن العريف تبلغ من وجوه الإعراب ألفي ألف وجه وسبعمائة ألف وجه وأحدا وعشرين ألف وجه وستمائة وجه ، وهي هذه : «ضرب الضّارب