٤٩٦ ـ كأنّي بك تنحطّ |
|
[إلى اللّحد وتنغطّ] |
يكون «بك» الخبر ، و «تنحط» حال ، هذا هو الوجه ، وخرّجه المطرّزيّ في (شرح المقامات) (١) : كأنّي أبصر بك ، إلّا أنّه ترك الفعل لدلالة الحال ، وما ذكرته أولى ، لأنّ فيما ذكره إضمار فعل وزيادة حرف جر لا يحتاج إليه فيما ذكرته ، انتهى.
آراء نحوية لابن جنّي : وفي تذكرة ابن مكتوم : قال ابن جني فيما نقلته من تعاليقه : أنشدنا أبو علي لمخلد الموصليّ يهجو طفيليّا : [السريع]
٤٩٧ ـ لو طبخت قدر على فرسخ |
|
أو بذرى نيق بأعلى الثّغور |
وكان يحمي القدر كلّ الورى |
|
بكلّ ماضي الحدّ عضب بتور |
وكنت في السّند لو افيتها |
|
يا عالم الغيب بما في القدور |
ثم سألنا عن قوله : «يا عالم الغيب بما في القدور» أين موضع السؤال منه؟ فرجعنا إليه فقال : قوله : «بما في القدور» بدل من الغيب وعالم هنا بمعنى عارف الذي يتعدّى إلى مفعول واحد ، والتقدير : يا عالما بما في القدور ، مثل : «يا ضارب زيد أخا عمر» تقديره : يا ضاربا أخا عمر ، ولا يكون «بما في القدور» مفعولا ثانيا بعالم الذي بمعنى عارف ، لأنّك تقول : عرفت زيدا ، فقوله : بما في القدور مفعول به ، تقول : علمت زيدا وعلمت زيدا وعلمت بزيد.
وفيها : قال ابن جني : آخر بيت ألقاه أبو علي على أصحابه قوله : [الخفيف]
٤٩٨ ـ لم يطيقوا أن ينزلوا فنزلنا |
|
وأخو الحرب من أطاق النّزولا |
ولم يذكر شيئا وقال : سلوني عنه في وقت آخر ، قال ابن جني : اكتفى بالمسبّب عن السبب لأن تقديره : فأطقنا فنزلنا.
وفيها : قال ابن جني : دخلت على أبي علي يوما وبين يديه كانون فقال لي : كيف تبني من ضرب مثل كانون على رأي من جعله من الكنّ وعلى رأي من جعله من كون الكانون؟ فقلت : إذا أخذته من الكنّ تقول : ضاروب ، وتوقّفت في الآخر ، فقال : ضربون لأن كانون على هذا فعلون.
وفيها : قال ابن جني : جرى حديث مبرمان عند أبي علي فقال : ذكر مبرمان أنه سأله المبرد عن قوله : [الوافر]
__________________
٤٩٨ ـ الشاهد لمهلهل في الحيوان (٦ / ٤٢٩) ، وشروح سقط الزند (ص ٦٦) ، والخزانة (٢ / ٣٠٥) وبلا نسبة في سمط اللآلي (ص ٧٨٩) ، وشرح ديوان الحماسة للتبريزي (١ / ١٩٣).