والاسم بعدها مبتدأ مؤكّد بها ، والكلام صالح للوجهين ، يرجع في تعيين أحدهما إلى ما يقتضيه منصرف القصد من المعنى كقوله تعالى : (إِنَّهُمْ لَهُمُ الْمَنْصُورُونَ ، وَإِنَّ جُنْدَنا لَهُمُ الْغالِبُونَ) [الصافات : ١٧٢ ـ ١٧٣]. فالمعنى المقصود عيّن أنّ الأول هو الثاني.
وأيّ مبنيّ به تلاعبت |
|
عوامل إرادة البيان؟ |
يعني الضمائر المختلفة الصور بالرفع والنصب والجرّ ، نحو : أكرمتك ، وإيّاك أكرمتك ، على حدّ : زيد ضربته ، أو زيدا ضربته ، في باب الاشتغال ، وبك مررت في الجرّ. فاختلاف صور الضمائر بالعوامل مع أنّها مبنيّات كاختلاف أوجه الإعراب في المعربات.
ما كلمة في لفظها واحدة |
|
وجمعها قد يتعاقبان؟ |
يعني مثل تخشين الله يا هند أو يا هندات ، وترمين يا دعد أو يا دعدات. فهذا الفعل صالح للفظ الواحدة ولجمعها ، والتقدير مختلف لأنّ تخشين للواحدة أصله تخشين كتذهبين ، ولجمعها أصله على لفظ تفعلن كتذهبن ، وترتمين للواحدة أصله ترتميين ، كما تقول : تكتسبين. فأعلّ تخشين بما يجب لكلّ واحد منهما في التصريف ، وترتمين يا هندات تفتعلن على مقتضى لفظه.
كذاك للجميع لفظ واحد |
|
ذكّر أو أنّث لا لفظان |
يعني مثل : الزيدون يدعون ، والهندات يدعون. قال الله تعالى : (وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ) [الكهف : ٢٨] وقال : (رَبِّ السِّجْنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدْعُونَنِي إِلَيْهِ ، وَإِلَّا تَصْرِفْ عَنِّي كَيْدَهُنَ) [يوسف : ٣٣] فهذا يفعلن للإناث ، والأول يفعلون للذكور ، واللفظ فيهما واحد.
ما موضع تغلّب الأنثى به |
|
ولفظه في الأصل للذكران؟ |
يعني مثل : سرنا خمسا من الدّهر وخمس عشرة بين يوم وليلة ، لأنّ الزمان يغلب فيه الليالي لسبقها ، وليس ذلك في غيرها. ونزع التاء من أسماء العدد علامة تأنيث المعدود ، وذلك خاصّ بباب العدد. والأصل في اللفظ الخالي من علامة التأنيث أن يكون للمذكّر كما في سائر الأبواب نحو : قائم وسائر الصفات ، ومن هنا استقام إلغاز الحريريّ في العدد بقوله : ما موضع تبرز فيه ربّات الحجال بعمائم الرجال ، يعني : نزع التاء من أسماء العدد.
حرفان قد تنازعا في عمل |
|
واسمان للحرفين مطلوبان |
يعني ليت أن زيدا قائم. فالاسمان بعد (أنّ) مطلوبان لها ولليت من جهة المعنى لكنّ العمل فيهما لأنّ ، وأغنى ذكرهما بعدها عن ذكرهما لليت ، فهو إعمال