وصيغة الماضي ترى مضارعا |
|
من لفظها فيه يرى الفعلان |
يعني مثل : تحامى ، وتعاطى ، وتسمّى ، وتزكّى. كقوله تعالى : (قَدْ أَفْلَحَ مَنْ تَزَكَّى) [الأعلى : ١٤] فهذا ماض ، وكقوله سبحانه : (هَلْ لَكَ إِلى أَنْ تَزَكَّى) [النازعات : ١٨] على قراءة التخفيف ، فهذا مضارع على حذف إحدى التاءين. ويحتمل الوجهين بيت امرئ القيس : [الطويل]
٣٦٤ ـ تحاماه أطراف الرّماح تحاميا |
|
وجاد عليه كلّ أسحم هطّال |
ويتعيّن المضارع في قول الآخر (٢) : [الطويل]
قروم تسامى عند باب دفاعه |
|
[كأن يؤخذ المرء الكريم فيقتلا] |
وأيّ كلمتين في كلمة |
|
وأيّ فعلين هما خصمان؟ |
يعني : بكلمتين في كلمة مثل عبشميّ في عبد شمس ، وعبقسي في عبد قيس ، وعبدريّ في عبد الدار.
ويعني بالفعلين الخصمين فعلا التنازع ، نحو : ضربت وضربني زيد لأنهما قد تنازعا المعمول كما يتنازع الرجلان الشيء عدوا والمتنازعان خصمان لأنّ كلّ واحد يخاصم صاحبه ويدفعه.
وأيّ مضمر مضاف خافض |
|
وأيّ أشياء هما شيئان؟ |
يعني : بالمضاف من المضمرات قول العرب : إذا بلغ الرجل الستين : فإيّاه وإيّا الشواب ، بناء على أنّ إيّا هو الضمير.
ويعني : بالأشياء عبارة عن شيئين في مثل قوله تعالى : (فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُما) [التحريم : ٤] والمراد قلبان خاصّة.
ما واحد ليس بذي تعدّد |
|
لكنّه يقال فيه اثنان؟ |
يعني : اليوم الذي بعد الأحد من الأيام ، يطلق عليه اثنان وهو واحد ، تقول : ليلة الإثنين. والاثنان اسم عدد كثلاثة وأربعة ، وليس بعلم ، فجاء للواحد على خلاف وضعه ، وإنما كان القياس أن يقال : ثان أو اسم مشبّه اللفظ بالاثنين كالثلاثاء والأربعاء والخميس.
ما اسم يجيء فاصلا حتى به |
|
الخافض والمخفوض مفصولان؟ |
__________________
٣٦٤ ـ الشاهد في ديوانه (ص ٣٧).
(١) مرّ الشاهد رقم (٣٥٤).