بسم الله الرّحمن الرّحيم
الفنّ السادس
الحمد لله أولا وآخرا والصلاة والسّلام على سيّدنا محمد الذي كملت محاسنه باطنا وظاهرا ، هذا هو الفنّ السادس من الأشباه والنظائر ، وهو فنّ الأفراد والغرائب.
[التبر الذائب في] الأفراد والغرائب
باب الكلمة والكلام
قال الشيخ جمال الدين بن هشام في (شرح اللمحة) (١) : «أجمعوا إلّا من لا يعتدّ بخلافه على انحصار أقسام الكلمة في ثلاثة : الاسم والفعل والحرف» ، وقال أبو حيان : «زاد أبو جعفر بن صابر قسما رابعا سمّاه الخالفة ، وهو اسم الفعل».
قال ابن هشام : «اشتهر بين النحويّين أنّ الحرف يدلّ على معنى في غيره ، ونازعهم الشيخ بهاء الدين بن النحاس في ذلك في (التعليقة) وزعم أنّه دالّ على معنى في نفسه ، وهو موضع يحتاج إلى فضل نظر» انتهى.
وعبارة ابن النحاس : «اعلم أنّ معنى قول النحاة : إنّ الكلمة لها معنى في نفسها أو لا معنى لها في نفسها يعنون به أنّ الكلمة إن فهم تمام معناها بمجرد ذكر لفظها من غير ضميمة فهي المعبّر عنها بأنّ لها معنى في نفسها ، وإن كان فهم معناها متوقّفا على ضميمة فهي المعبّر عنها بأنّ معناها في غيرها ، ومعنى ذلك أنّك إذا ذكرت الاسم وحده يفهم منه معنى ، نحو : الرجل هو عبارة عن شخص ، وكذا باقي الأسماء يفهم منه معنى في حال إفراده ، والفعل أيضا إذا ذكرته وحده يفهم منه
__________________
(١) أبو حيّان محمد بن يوسف الأندلسي : أديب نحوي لغوي مفسّر محدّث ، من تصانيفه : البحر المحيط في تفسير القرآن ، وتحفة الأديب بما في القرآن من الغريب ، وعقد اللآلي في القراءات السبع العوالي ، وغيرها .. (ت ٧٤٥ ه / ١٣٤٤ م). ترجمته في طبقات الشافعية (٦ / ٣١) ، وفوات الوفيات (٢ / ٢٨٢).