ونونان ، فلو حذفت النون بطّل معنى الاسم واختلّ ، فحذفت الهمزة وإحدى النونين ، فقلت : مهيّن كما ترى ، وإن شئت مهيون ، فأظهرت الواو لأنها متحركة في الاسم قبل التصغير ، وتقول في جمعه مهاون ، قال : والقياس عندي فيه أن يقال : هويّن كما قيل في تصغير مقشعرّ : قشيعر ، وفي مطمئنّ : طميئن. هذا هو القياس.
مناظرة بين الكسائي واليزيدي (١)
النسب إلى البحرين وإلى الحصنين
قال غازي بن محمد بن علي بن أحمد بن الحسن الأسدي الواسطي (٢) في كتابه (برق الشهاب) ما نصّه : نقلت من خط عبيد الله بن العباس بن الفرات ما نسخته : أخبرني عمي أبو الحسن محمد بن العباس بن الفرات قال : أخبرني أبو العباس بن أحمد بن الفرات قال : أخبرنا أبو عبد الله محمد بن العباس اليزيدي قال : سمعت أبا القاسم عبيد الله بن محمد بن أبي محمد اليزيدي عمي يحدّث عن أحمد بن محمد بن أبي محمد أخيه عمي قال : حدثني أبو محمد بن أبي محمد قال : كنّا مع المهديّ قبل أن يستخلف بأربعة أشهر ، وكان الكسائي معنا ، فذكره المهدي العربية وعنده شيبة بن الوليد العبسي ، فقال المهدي : يبعث إلى اليزيدي والكسائي ، وأنا يومئذ مع يزيد بن المنصور خال المهدي ، والكسائي مع الحسن الحاجب ، فجاءنا الرسول فجئت أنا وإذا الكسائي على الباب قد سبقني ، فقال لي : يا أبا محمد أعوذ بالله من شرّك ، قال : فقلت له : والله لا تؤتى من قبلي حتى أوتى من قبلك ، قال : فلمّا دخلت عليه أقبل عليّ فقال : كيف نسبوا إلى البحرين فقالوا : بحرانيّ ونسبوا إلى الحصنين (٣) فقالوا : حصني ولم يقولوا : حصنانيّ كما قالوا : بحرانيّ؟ قال : قلت : أصلح الله الأمير ، إنّهم لو نسبوا إلى البحرين فقالوا : بحريّ لم يعرف إلى البحرين نسبوه أم إلى البحر؟ ولمّا جاؤوا إلى الحصنين لم يكن موضع آخر ينسب إليه غير الحصنين فقالوا : حصنيّ.
قال أبو محمد : فسمعت الكسائي يقول لعمر بن بزيع : لو سألني الأمير لأخبرته فيها بعلّة هي أحسن من هذه ، فقال أبو محمد : فقلت : أصلح الله الأمير ، إنّ هذا يزعم أنّك لو سألته لأجاب أحسن ممّا أجبت به ، قال : فقد سألته ، فقال الكسائي : إنّهم لمّا نسبوا إلى الحصنين كانت فيه نونان فقالوا : حصنيّ اجتزاء
__________________
(١) انظر أمالي الزجاجي (ص ٥٩) ، ومجالس العلماء (ص ٢٨٨).
(٢) الحصنان : موضع بعينه. (معجم البلدان ٢ / ٢٦٣).